آراء حرةمقالات

مهندسو ثورة ١٧-٣٠ تموز ابطال ، مناضلين و شهداء-محسن يوسف

مهندسو ثورة ١٧-٣٠ تموز ابطال ، مناضلين و شهداء
في البدءِ كانت الثورة،خاض غمارها شباب البعث الثائر فنقلوا العراق من دولةٍ نامية ضعيفة الى دولة تملك ثرواتها و قرارها… فبدأت عملية البناء التي استندت على أسسٍ علمية بتوجيهات قادتها التاريخيين وبالاعتماد على الكادر المتعلم الذي يحسن الادارة خاصّةً بعد ان امتلك العراق ثروته بقرار التأميم التاريخي فبدأت معالم النهضة ترتسم على كافة مناحي الحياة في العراق الذي تجاوز في حقبة زمنيّة قصيرة كل المعوقات التي كانت تطبع مسيرة الحياة فخطط التعليم المدروسة و نهضة الصناعة والاقتصاد والزراعة التي اعتمدت على خطط خمسية و عشرية تمت بعد ان انشئت وزارة للتخطيط وضعت الرجل المناسب في المكان المناسب و اعيد بناء الجيش القادر على صيانة المكتسبات والدفاع عن الحدود مما جعله من افضل جيوش المنطقة تنظيما أعداداً و تسليحاً ساهم في الذود عن العراق و حمى دمشق من السقوط و ساهمت طلائعه الجوية في دك اسوار خط بارليف و كان له حضورا قوميا مميزا في الدفاع عن السودان و موريتانيا وانىَّ دعاه الواجب…و استمرت مسيرة العطاء التي انقذت العراق من الامية في زمن قياسي و استحدثت الجامعات على اسس علمية متقدمة استقبلت على مقاعدها آلاف الطلب العرب الذين تخرجوا و عادوا لبلادهم لنقل التجربة البعثية الرائدة…
هذه القفزة النوعية التي شهدتها معالم العراق الحضارية لم تترك في سبيلها! من قوى الشر والعدوان فتكالبت لتسرق من العراق انجازاته فكانت الحرب العدوانية من الشرق التي عجزت عن ايقاف عجلة التقدم و انتصرت ارادة الخير على الشر في ٨/٨/١٩٨٨ و بالرغم مما شاب العراق بعد عملية حرب الكويت والحصار الجائر و العدوان الثلاثيني و حرب ال ٢٠٠٣ العدوانية لقوى الكون الشريرة بقي العراق بمقاومته التي قادها نفس اولائك الابطال الذين صنعوا مفخرة تموز المجيدة…
فبدأت التصفيات الجسدية تطال علماء العراق و قادته العسكريين النجباء ورفاقهم في البعث العظيم بعد ان بدأ تطبيق قانون بريمر حيث وصل الامر لذروته بإعدام شهيد العراق والامة الرفيق الامين العام للحزب فبدأ الانهيار في بنية العراق الحضارية و تمّت اعادته الى بؤرةٍ متخلفة تسودها الطائفية و العنصرية التي بنيت على الحقد التاريخي فتعززت فيه الخيانات التي اشهرت عمالتها برعاية امريكية فسقوط عشرات الالاف من الشهداء البعثيين على مر ٣٥ سنة من حكم البعث لم يشفِ غلَّ الاعداء فأنشؤوا فرق الموت للقضاء على كل بارقة املٍ في العراق…
فلا الاغتيالات ولا قانون الاجتثاث ولا قانون ١٠٤ ارهاب استطاعوا استئصال البعث المتجذر بالعراق الراسخ رسوخ جذور النخيل فألف تحية لمفجري ثورة تموز المجيدة والمجد والسؤدد لشهدائها الابطال قادة و مهندسين و علماء واداريين الذين كتبوا بدمائهم نهاية
مشرِّفة لحقبة البعث التي لا بد تولد من جديد
محسن يوسف ١٤/٧/٢٠٢٤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى