مقالات

أمريكا / إيران والخراج العربي- عثمان الحاج عمر

أمريكا / إيران
والخراج العربي

من خلال هذا الجدول ، يتبين أنه ومنذ نهاية الثمانينات، أي منذ انتهاء الحرب الإيرانية على العراق ودحر العدوان الإيراني، من جهة وكيف اقترن ذلك مع تكثيف التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة وبناء أكبر قواعد العدوان الأمريكي في البحرين وقطر… من جهة أخرى، وكيف كان المستهدف الوحيد تقريبا بذلك الوجود … هم العرب من الصومال إلى اليمن فالعراق وسورية
منذ نهاية الثمانينات، أي مع استقرار النظام في إيران لفائدة منظومة خميني/خامنائي…، صار الأمريكان يتصرفون بأكثر راحة… فضربوا العراق وحاصروه وغزوه واسقطوا نظامه وقتلوا قيادته ونخبه العلمية والثقافية وشردوا شعبه، ثم انطلقوا إلى سورية، رغم محاولات النظام هناك البقاء ضمن المربع المحدد سلفا ومنذ 65 / 66 … فدمروا عمارها وخربوا بنيتها التحتية وشردوا شعبها وأشاعوا فيها الفتنة والفساد…
والحقيقة ان الأمريكان بقوا دائما أوفياء لسياساتهم واستراتيجياتهم… فلم يدخلوا للمنطقة بطريقة واحدة وصيغة واحدة .. بل واصلوا الضغط الناعم على دول الخليج وحققوا معهم الكثير على مستوى السيطرة على اقتصاداتهم وعلى قرارهم السياسي وصولا إلى صناعة النخب السياسية والإعلامية…
ثم ها هي أمريكا اليوم تستفرد بالمقاومة الفلسطينية… نعم فأمريكا هي من يدير المعارك ويقودها ومن يقدم مبرراتها السياسية والقانونية ومن يعطل أي قرار دولي لإيقاف العدوان… أمريكا هي التي تقول لا لوقف إطلاق النار ما لم نتفق على خطة اليوم التالي للحرب… !!! أي ما لم يقبل الفلسطينيون برؤيتها… التي تتمحور بالأساس حول التمكين للكيان الصهيوني…وتشترط عدة اشتراطات أبرزها وأهمها التطبيع مع المملكة العربية السعودية وإدماج الكيان الصهيوني في المنطقة …
أين هي إيران؟ ولماذا بدأت هذا النص بالحديث عنها ثم لم أعد لذكرها ؟؟؟
إيران موجودة في كل ذلك… فإيران في العراق مع أمريكا… وإيران في سورية مع أمريكا وإيران في لبنان مع أمريكا… وإيران تطبع علاقاتها وتطور تعاونها الإقتصادي مع أكثر الأنظمة عمالة وخيانة في المنطقة، وارتباطا بمخططات أمريكا، ومنها مخطط التطبيع وإدماج الكيان الصهيوني … فهل سمعتم تصريحا إيرانيا ولو بكلمة واحدة، يتحدث عن فلسطين من النهر إلى البحر أو عن تحرير كل فلسطين…
وفي إطار اللعبة السياسية، في الداخل الإيراني وإلهاء الشعوب الإيرانية وإجهاض نضالاتها من أجل الديمقراطية والحريات … ابتدع نظام الملالي حيلة المحافظين والإصلاحيين…
ومن أجل التحكم في المشاغلات / المشاكسات السياسية بينها وبين “الشيطان الأكبر”… نلاحظ انه ومنذ نهاية الثمانينات كل رئيس أمريكي جمهوري يقابله رئيس إصلاحي إيراني… وكل رئيس أمريكي ديمقراطي يقابله رئيس إيراني محافظ … رغم إنه في المحصلة لا فرق ببن جمهوري وديمقراطي … فالمؤسسات المشكلة على قياس لوبيات رأس المال والشركات العابرة للقارات هي التي تحكم… ولا فرق من جهة أخرى بين محافظ وإصلاحي… فكلمة المرشد هي الأعلى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى