مقالات

٣٠ آذار ١٩٧٦ … يوم مؤسس لطوفان الاقصى . محسن يوسف

٣٠ آذار ١٩٧٦ …
يوم مؤسس لطوفان الاقصى .

محسن يوسف

إنّهُ يوم الكرامة ،يومُ فلسطين الذي أثبتَ فيه شعبها المكافح الذي تعمدَت مسيرتهُ ومجريات نضاله بالدماء …يومٌ بلونِ غزة شاهدٌ على مدى ستة اشهرٍ من الطوفان ،بانَّه يوم الأيام
يومٌ كُتِبَ بمداد المجازر على صفحةٍ لوَّثت جُدرانها جرائمُ الإبادة الجماعية على مرأى ومسمع العالم الذي يُسمي نفسهُ متحضِّرا …
يومُ الارضِ الذي نستعيد من خلاله ذلك الحضور الذي أكَّد بأنّ دمار البناء والإستيلاء على الأرض لا يلغي حدودها ،فالإنسان الذي تعرَّض للقتلِ والتهجير والإبعاد والإعتقال لم تستطع كلُّ آلة القتل ان تنال من إرادة صموده
رغم فقدانِ الكثير من مقوماتِها ،فكلُّ مصادر الحياة تمت مصادرتها ،لكنَّ عوامل لم تكنْ في حسابات الأعداء بقيتْ تقضُّ مضاجع المعتدين ،عنفوانٌ زُرعَ في النفوس وكبرياءٌ بطعم الإباء ،يحملُ إرادة البقاء أوجد الخللَ في موازين المحتلين…
يومُ الأرض ليس كباقي الأيام ،يومٌ يقعُ على مجرى الدم لا يُحسبُ من باقي ايام السنة ،يومٌ له في دالَّة التاريخ وقعٌ وأثر، نستنبطُ منهُ روزنامةً لا علاقة لها بأجنداتٍ زائلة…
فكلّ يومٍ يمرُّ على فلسطين هذه الأيام هو يومٌ للأرض
لا بدَّإذاً من إعادة ترتيب ايام الزمن الجديد ،وليكن يوم الطوفان نقطةُ البداية واول ايام العودة ،وما اعقبهُ من صور البطولة على مرِّ الاشهر الستة رغم كلِّ ما شابها من مجازر وإبادة جماعية لا زلنا نجدُ فيها بطولاتٍ تخرجُ من بين الأنقاض في خضم حربٍ غير متكافئة بالظروف والإمكانات
يوم الأرض، يومٌ للكرامة عادتْ فيه الروحُ للقضية العادلة
يومٌ يؤرخ بدماء التضحية والفداء لفجرٍ جديد يؤكِّدُ حتمية العودة لأهل الأرض ،لإنسانٍ عذَّبتهُ قساوة المحتلين وتغاضي الإرادة الحية التي غيبتها أنظمة باعت نفسها للرضوخ والإستسلام والتطبيع باعت تاريخها ومقدساتها بثمنٍ بخسْ
في يوم الأرض نقول لكلِّ الخونة والمارقين :
كما يتجذَّرُ الزيتون بأرضه يتعلَّقُ شعبُ فلسطين بترابها
طال الزمانُ ام قصرْ …
محسن يوسف ٣٠ آذار ٢٠٢٤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى