في الذكرى 35 لوفاة القائد المؤسس ميشال عفلق( أكثر المنظرين للحرية بوصفها منهج حياة ينبغي ترسيخها في الواقع السياسي والاجتماعي)-عثمان الحاج عمر
في الذكرى 35 لوفاته
رحم الله القائد المؤسس، رحم الله ميشيل عفلق
جمع مفاهيم القومية والوحدة والحرية والاشتراكية في بوتقة فكرية واحدة، وقدمها بلغة بلاغية مميّزة، وأسلوب خاص ومنهج فكري له طابعه الشخصي ومنحاه الذاتي. وقرَن الفكر بالممارسة السياسية، وأعطى الفكر القومي العربي مضمونا اجتماعيا معبّرا عنه « بتلازم القومية والاشتراكية» وتفاعلهما. إنه ميشيل عفلق الذي لخّص نظرياته حول المجتمع والاقتصاد والسياسة، وأعطاها عنوانا واحدا هو البعث، فأشار إلى حاجة العرب إلى التوحّد في أمّة عربيّة واحدة وبناء دولتهم القومية من أجل تحقيق حالة متقدّمة من التنمية. واتسم فكره عموما بنزعة « إنسانية مثالية» ،
انتقد كلّاً من الرأسماليّة والشيوعيّة ورؤى كارل ماركس التي تعتبر أنّ المادّيّة الجدلية هي الحقيقة الوحيدة. وركّز في فكره بشكلٍ كبير على الحرّيّة والاشتراكيّة العربيّة ،أيّ اشتراكيّة ذات سمات عربيّة، أي هي ليست جزءًا من الحركة الاشتراكيّة الدوليّة كما حدّدها الغرب. وكان يرى أن هذه الاشتراكية هي حل لكل المشكلات العربية.
كما آمن بفصل الدّين عن الدّولة، يؤمن شديد الإيمان بالعلمانيّة، لكنّه كان ضدّ الإلحاد. وكان يعتقد أنّ الإسلام دليلٌ على «العبقريّة العربيّة»، وهو اليوم من مكونات القومية في الأمة العربية، ينظر إليه من منظور قومي، فيرى أنه مرتبط بالعروبة ارتباط الروح بالجسد، فتجربة الإسلام وحياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هي استعدادا دائما للنهضة العربية، وعلى الحركة القومية العربية أن تستلهم تلك التجربة الإنسانية الفذة»،
لقد كان ميشيل عفلق من أهم رواد الفكر القومي المعاصر ومن أبرز منظريه، وكان فكره قوميا وحدويا، يميل إلى الاندماج والاتحاد، على وجه ليس معتادا في تاريخ الحركة الحزبية العربية.
وكان شديد الحرص على حرية الرأي والتعبير، ومن أكثر المنظرين للحرية بوصفها منهج حياة ينبغي ترسيخها في الواقع السياسي والاجتماعي.