أخبار وتقارير

القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي”الأصل” الأستاذ/ وجدي صالح لـ(راينو):

القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي”الأصل”
الأستاذ/ وجدي صالح لـ(راينو):

أكدنا لياسر العطا في سجن سوبا عدم دعمنا أي اتجاه للحرب ولن نصطف مع أي طرف
هذه الحرب ستكون نقطة تحول حقيقية في بناء سودان موحد وديمقراطي
قضية السودان ليست بمعزل عن الانقلابات في غرب إفريقيا والحرب الأوكرانية وحرب غزة
التدخل العسكري بموجب البند السابع من مجلس الأمن غير وارد
الإسلاميون يريدون العودة للسلطة تحت مظلة الجيش والتخلص من القوى السياسية والدعم السريع في لحظة واحدة،
متواصلون مع الحلو والأيام القادمة ستشهد تطور في هذه العلاقة
أي عمل جبهوي لإيقاف الحرب يجب أن يكون مركزه بالداخل
ربط البعث بالدعم السريع والسلاح محاولة للتشويش لعزله عن الجماهير.

كشف القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي”الأصل”.
الأستاذ/ وجدي صالح عن خلافات جوهرية تمنع انخراط الحزب مع تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” تتمثل في الأهداف وكيفية تحقيقها، مشيراً إلى أن حزب البعث قفز من الجبهة المدنية لإيقاف الحرب بسبب تعارض الأهداف والوسائل والمصالح . مؤكدا في حوار لـ”راينو” على أن حزب البعث في إطار مشاوراته مع القوى السياسية المدنية التقى اللجنة التحضيرية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية واتفقنا على تكوين فريق عمل مشترك لبحث الأهداف والوسائل، محل الخلاف لإيقاف الحرب..
حوار: راينو
• ما هي رؤيتكم لعدم استقرار السودان واندلاع الحروب فيه بما في ذلك حرب “15” أبريل؟
في البداية لابد من تحليل الواقع لمعرفة الأسباب التي أدت إلى عدم الاستقرار في السودان وتعدد الحروب، ويتمثل ذلك في عجز الحكومات المتعاقبة الدكتاتورية والمنتخبة في تحقيق مهام ما بعد الاستقلال ووضع البلاد في مسارها الصحيح وتأسيس نهوض دولة المواطنة والاستقرار والتنمية.. وفي هذا السياق لابد من النظر لحرب “15” أبريل التي يجب أن تكون نقطة تحول في تفكيرنا لتحليل الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي لإعادة تأسيس وبناء وإعمار السودان بعد إيقاف هذه الحرب.

• أي أنك تعتبر حرب “15” أبريل نقطة تحول جوهرية في تاريخ بناء الدولة السودانية، ومعالجة كافة القضايا؟
صحيح.. هذه الحرب أسبابها متعددة ولها عوامل داخلية وخارجية، لكن بالرغم من قساوة تجربتها وإفرازاتها اللعينة، إلا أنه يمكن أن نقول هذه الحرب ستكون نقطة تحول حقيقية في بناء سودان موحد وديمقراطي، حيث تتم فيه توحيد اللحمة، لأن هذه الحرب أصبحت مهدد لوحدة السودان شعبا وأرضا .

• هل يعد تحول النقاش من أجندة إصلاح الجيش ودمج الدعم السريع إلى الحديث عن تأسيس وبناء جيش جديد إحدى هذه التحولات التي تشير إليها ؟
يجب أن لا نختلف حول الحاجة لوجود جيش مهني واحد يعبر عن سيادة السودان ويدافع عن أراضيه وشعبه، ويجب أن نؤكد على ضرورة دمج الدعم السريع داخل الجيش وإنهاء حالة تعدد الجيوش .

• وكيف يتم ذلك؟
ليس من الصحيح والمنطق حل القوات المسلحة ولسنا من دعاة حل القوات المسلحة وبناء جيش من الصفر، صحيح قيادة القوات المسلحة هي من أشعلت الحرب وهي التي تقودها الآن كما أن قيادتها مؤدلجة، إلا أن ذلك سيترك فراغاً كبيراً، وكل التجارب التي حدثت كانت بوجود قوة محتلة مثل العراق حيث تم حل الجيش بوجود القوات الأمريكية..
بالتالي في السودان إذا أردنا حل الجيش لا يتم ذلك إلا بوجود قوة محتلة وهذا ما نرفضه، نحن مع ضروة الابقاء على المؤسسة العسكرية وإصلاحها ، لتكون نواة للجيش المهني الواحد الموحد لأن إشكالية الجيش الحالية في قيادته، وخلق قيادة جديدة وأن تبعد كل القوى السياسية عن العمل داخل القوات المسلحة وكذلك بقية القوات الأمنية .

• هل يمكن أن تقود التفاعلات التي أطلقتها الحرب إلى حوار حول مشروع وطني سوداني؟
بالفعل نحن نحتاج إلى مشروع وطني نتوافق عليه كقوى مدنية سياسية ومجتمعية، وهذا ما طرحه حزب البعث العربي الاشتراكي عبر مشروع الجبهة الشعبية الواسعة للديمقراطية والتغيير مشددا على أهمية أن نتوحد في نظرتنا ورؤيتنا لقضايانا الوطنية الموحدة، وأن نتفق على الأقل على إيقاف الحرب ومرحلة ما بعد الحرب والانتقال من الديكتاتورية، ووضع البلاد في مسار التحول الديمقراطي، وإبعاد أي قوى مسلحة من العمل السياسي والتنفيذي وتحديد فترة انتقالية بمهام محددة تقود إلى الانتخابات.

• هناك أحاديث تدور حول نقاش دار بينك وياسر العطا قبل الحرب ويعكس النوايا المسبقة لها؟
ياسر العطا خلال زيارته لنا في سجن سوبا “2022” طرح بشكل مباشر اعتراف القوات المسلحة بفشل انقلاب “25” أكتوبر وبحثهم لمخرج عن طريق حوار مع القوى المدنية، وخلال نقاشه ألمح لوجود توتر بين الجيش والدعم السريع، ونحن أكدنا له كقوى مدنية أننا لن ندعم أي اتجاه لحرب في السودان ولن نصطف مع أي طرف ونسعى لإنهاء الانقلاب واستعادة مسار التحول الديمقراطي.

• كيف تقيم ميزان القوى العسكري بين الطرفين مع اقتراب إكمال الحرب لعام كامل؟
بصريح العبارة هذه الحرب لا يمكن أن تنتهي بحسم عسكري وكلما استمرت زادت تعقيداتها ، ولأن هذه الحرب لها عوامل إقليمية ودولية، فإن خطورتها تكمن في أن يتحول السودان إلى مسرح للصراع الإقليمي والدولي ووقتها سيفقد طرفي الحرب قدرتهم في السيطرة على إيقافها وستفقد أيضاً القوى المدنية القدرة على التأثير في أطراف الحرب، وسيصبح السودان تحت رحمة القوى الدولية التي ستتحكم في رسم مستقبل ما بعد الحرب بعيداً عن رغبة الشعب السوداني، لذا يجب أن نربط مواقفنا وتكتيكاتنا السياسية بالنظر والتحليل لما يدور في الإقليم والعالم ، فقضية السودان لن تكون بمعزل عن الانقلابات في غرب إفريقيا والحرب الأوكرانية وحرب غزة وأمن البحر الأحمر، وكلها قضايا متشابكة ومترابطة.

• إذا استمرت الحرب بشكلها الحالي هل يمكن أن يحدث تدخل عسكري خارجي؟
التدخل العسكري بموجب البند السابع من مجلس الأمن غير وارد.

• لماذا؟
لأن الدول دائمة العضوية التي تستعمل حق “الفيتو” لم تصدر أي قرار لأنها منقسمة، مع العلم بأن الخطورة فيما نلحظه الآن من أن القوى الدولية تحاول أن تحقق مصالحها خارج منظومة الأمم المتحدة، وفي هذه الحالة من غير المستبعد أن يحدث تحالف بين القوى الإقليمية والدولية النافذة ويحدث تدخل عسكري بعيداً عن مظلة الأمم المتحدة، وهنالك احتمال أن يتم الضغط على القوة المتحاربة للاتفاق حول وقف الحرب دون أي دور للقوى المدنية وتحت رعاية هذه الدول الإقليمية وتكوين حكومة مدنية شكلية.

• ما العقبات التي تحول دون تقدم حقيقي في أجندة التفاوض بحسب رؤيتك؟
التعويل كان على منبر جدة لكنه لم يوفق في وقف إطلاق النار ومعالجة القضايا الإنسانية ، بسبب عدم وجود إرادة لدى الطرفين ولأن القوى الإقليمية الداعمة للطرفين لم تقرر بعد إيقاف الحرب، وحينما تقرر ذلك ستوقف الحرب بما يحقق مصالحها ولن تصل هذه القوى لاتفاق إلا بعد تهيئة الميدان بإنهاك الطرفين .

• إذن متى ستتوقف الحرب في السودان؟
حينما تتفق المصالح ستتوقف الحرب بإرادة القوى الإقليمية والدولية التي تتعارض مصالحها الآن

• كيف تنظر لتصريحات قادة الجيش وعدائهم للمجتمع الدولي والإقليمي؟
هذا العداء يرجع لتداعيات انقلاب “25” أكتوبر الذي أعاد فلول النظام البائد، فالعقلية التي تدار بها البلد الآن هي عقلية الإخوان المسلمين مثلما كانت تدير البلاد في “89” بذات الخطاب والتعبئة، وهم يحاولون عبر هذه الحرب أن يعودوا للسلطة مرة ثانية تحت مظلة الجيش والتخلص من القوى السياسية والدعم السريع في لحظة واحدة.

• هل هذا يعني أن الجيش عبارة عن ذراع من أذرع الحركة الإسلامية ؟
لا نقول أن الجيش ذراع أو كتيبة للإسلاميين، صحيح أن الجيش مختطف وتقوده قيادات الحركة الإسلامية، ورأينا ما يحدث من تصرفات غير منطقية مثلما كان في بداية التسعينيات حينما يكون الولاء للكتائب و”المليشيات” وليس للقوات المسلحة، إلا أن ما نؤكد عليه أن ولادة “مليشيات” جديدة سيكون بذات طريقة الدعم السريع الذي قالوا أنه ولد من رحم القوات المسلحة لكن الحقيقة هي أن الدعم السريع ولد من رحم الحركة الإسلامية ورعته القوات المسلحة، هنالك عدد كبير داخل القوات المسلحة لم يكن راضيا عن تكوين قوات الدعم السريع.

• برز العديد من الثوار والنخب والمثقفين في حالة اصطفاف سواء مع الجيش أو الدعم السريع، فكيف ترى ذلك؟
هذه ردة والثوري لا يرتد ولا يحبط وأيضا الثوري ليس ليبرالي، ويجب أن لا نصطف اصطفافات ذات طابع جهوي أو عرقي أو غيره في مستويات أدنى من الانتماء للوطن الذي يتعرض بقاءه للخطر بفعل الحرب.

• مؤخرا صدرت بيانات مشتركة لكم مع الشيوعي و”تقدم” وعبد الواحد، فهل نتوقع إعلان تحالف جديد؟
نحن في حزب البعث العربي الاشتراكي نسعى أن نبني جبهة شعبية واسعة لإيقاف الحرب وللديمقراطية والتغيير في البلاد. لكن في مفهوم حزب البعث يجب أن تكون هذه الجبهة مؤسسة على أهداف واضحة وعلى وسائل متوافق عليها للوصول نحو هذه الأهداف، وأيضا أن نبدأ في بناء هذه الجبهة قاعدياُ وفي ظل ذلك تواصلنا وما نزال نتواصل مع عدد من القوى السياسية ولجان المقاومة بغرض الوصول لأرضية مشتركة بأهداف واضحة.
والتقينا باللجنة التحضيرية لتنسيقية “تقدم” واتفقنا على تكوين فريق عمل مشترك لبحث الأهداف التي يمكن من أجلها أن نعمل مع بعض وما هي الأدوات والوسائل التي نصل بها للأهداف المشتركة وهذه نقطة خلاف كبيرة. عموما حزب البعث منفتح على كل القوى المدنية والسياسية لتكوين جبهة حقيقية تعبر عن إرادة الشعب السوداني.

• بصريح العبارة ما الأسباب التي تمنع حزب البعث من أن يكون جزء من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ؟
“تقدم” هي عمل تحضيري وتنسيقي ولا توجد لها أهداف توافقنا عليها، نحن نختلف معهم في الأهداف والوسائل ولدينا تحفظات كثيرة على الأهداف والوسائل، سنجلس مع تنسيقية تقدم لمناقشة هذه المسائل الجوهرية، وإذا اتفقنا على الأهداف والوسائل فلا مانع من الذهاب إلى مرحلة نقاش الشكل التنظيمي للجبهة ولا خلاف حول المسميات .

• في هذا السياق لماذا لم تجلسوا مع عبد العزيز الحلو؟
نحن في حالة تواصل مع قيادات الحركة الشعبية وستشهد الأيام القادمة تطور في هذه العلاقة بالجلوس والحوار المباشر حول هذه القضايا.

• إذن ما نتائج كل هذا الحراك؟
لا نريد نتائج شكلية، حزب البعث العربي الاشتراكي من المؤسسين للجبهة المدنية لإيقاف الحرب لكن تعثرت بسبب تعارض في الأهداف والمصالح والوسائل ولهذا السبب غادر الحزب الجبهة المدنية لإيقاف الحرب .

• لكنكم ظللتم على الدوام في حالة خروج من التحالفات وكأن البعث يريد أن يعمل منفرداً؟
افترقنا عن قوى إعلان الحرية والتغيير عندما افترقت عن الأهداف التي توافقنا عليها، ومع تغير الواقع واشتعال الحرب توافقنا مع القوى المدنية لإيقاف الحرب ولكنها تعثرت وأصبحت أهدافها ووسائلها غير واضحة لذا قفزنا منها، ومعركتنا ليست مع “تقدم” بل معركتنا في مواجهة انقلاب “25” أكتوبر والحرب الحالية والعمل على إيقافها.

• إصرار قيادات حزب البعث بالبقاء داخل السودان في ظل هذه الحرب فسره البعض بوجود علاقة بينه والدعم السريع؟
البعث هو حزب الجماهير والعمل مع الجماهير مهما كانت الظروف، لذا عضوية وقيادة الحزب موجودة بالداخل، وإذا كنا موجودين في مناطق سيطرة القوات المسلحة فهل هذا يعني أننا مع القوات المسلحة؟
عموما في هذا نقول أن أي عمل جبهوي لإيقاف الحرب يجب أن يكون مركزه بالداخل .

• هناك واجهات محسوبة على الجيش اتهمتكم عبر (كتائب حنين) بالتخطيط لاغتيال شيخ الأمين؟
محاولات ربط حزب البعث بالدعم السريع متكررة والإيحاء بأن الحزب مسلح يأتي ذلك في إطار محاولة التشويش على حزب البعث والقوى السياسية الأخرى وعزلها عن الجماهير، وظل الحديث يتردد عن كتائب حنين وحتى عندما قالوا إن الاتفاق الإطاري هو من أشعل الحرب أدخلوا حزب البعث بالرغم من مغادرته قوى الحرية والتغيير قبل الحرب بأربعة أشهر لأن الفكرة هي التخلص من كل القوى المدنية، وسنظل على موقفنا الذي نعتقد أنه صحيح ولن ترهبنا مثل هذه الأحاديث .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى