قيادات الأقطارقيادة قطر لبنان

ظافر المقدم : خمسون عاماً من النضال الوطني والقومي

 

ظافر المقدم : خمسون عاماً من النضال الوطني والقومي

 

الرفيق ظافر المقدم في سطور

– ولد في بلدة زبدين في العام 1944، من أسرة متوسطة الحال.

– تلقى علومه الإبتدائية والمتوسطة في النبطية.

– انتسب إلى حزب البعث الاشتراكي في أواسط الستينيات من القرن العشرين.

– برز دوره النضالي في وقت مبكر من خلال إغاثة مخيم الكفور المحاذي للنبطية عندما كان يتعرض للاعتداءات الصهيونية.

– شارك بفعالية في انتفاضة مزراعي التبغ في الجنوب.

– اعتقل مع رفيقه الشهيد موسى شعيب لعدة أشهر في سجن الرمل لدورهما في دعم الحراك الشعبي ضد شركة الريجي.

– شغل موقع أمانة سر قيادة القوات المشتركة في الجنوب منذ تأسيس المجلس السياسي للحركة الوطنية وحتى الاجتياح الصهيوني في العام 1982. ولعب دوراً قيادياً في التصدي لقوات العدو الذي احتل بيروت.

– أدى دوراً محورياً وفاعلاً في قيادة جبهة المقاومة اللبنانية – قوات التحرير.

– عين في قيادة فرع الجنوب لحزب البعث العربي الاشتراكي في العام 1988.

– اعتقلته المخابرات السورية في العام 1994 لمدة أربع سنوات ثم سلمته للسلطة اللبنانية.

– قضى سنة ونصف السنة في السجون اللبنانية بتهم قضائية التي أسقطت عنه بقرار قضائي مبرم لأن ما نسب إليه كان لأسباب سياسية.

– في العام 2005 انتخب عضواً في القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي.

– أعيد انتخابه عضواً في القيادة القطرية في العام 2011 .

– شغل موقع مسؤول مكتب العلاقات الوطنية في حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي منذ انتخابه في القيادة القطرية وحتى وفاته.

– مثل الحزب في الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق وكان دوره بارزاً في تأسيسها.

– أسهم بفعالية في تأسيس الهيئة الوطنية اللبنانية لدعم الشعب والمقاومة العراقية وشغل منصب أمين سرها.

– عضو اللجنة التنفيذية للمنتدى القومي العربي.

– مثل الحزب في الحركة الوطنية اللبنانية للتغيير الديموقراطي، وفي كل أنشطة العمل الوطني.

الذكرى الحادية عشر لرحيل المناضل ظافر المقدم

لم يترك الرفيق  المناضل ظافر المقدم طريقاً للنضال ضد العدو الإسرائيلي إلا وسلكه، وكان الى جانب رفاقه في الكفاح والنضال في مواجهته أوائل السبعينيات في كفركلا وغيرها من قرى وبلدات الجنوب، استمر بعد احتلال الشريط الحدودي في مواجهة العدو الصهيوني، خاض معارك نضالية وبطولية ضد العدو الصهيوني ، وكان امين سر القوات المشتركة في الجنوب حتى الاجتياح الصهيوني 1982، وكان من ابرز القادة النضاليين في الحركة الوطنية اللبنانية.

وإلى جانب ذلك حمل لواء التصدي للتدخل الأج

نبي في الدول العربية وخاصة التدخل الاجنبي وحصار العراق واحتلاله من قبل الامريكي.

مثل الحزب في الحملة الأهلية لنصرة فلسطين والعراق وكان دوره بارزاً في تأسيسها، وأسهم بفعالية في تأسيس الهيئة الوطنية اللبنانية لدعم الشعب والمقاومة العراقية وشغل منصب أمين سرها،كما اسهم في تاسيس الحركة الوطنية اللبنانية للتغيير الديموقراطي ومثل الحزب فيها وكان مشاركا في كل أنشطة العمل الوطني.

كان ظافر يتمنى موتاً صاخباً في إحدى ساحات نضاله الذي استمر نصف قرن في صفوف «حزب البعث العربي الاشتراكي»، بعد انتسابه له في منتصف الستينيات، وتبوئه مسؤوليات عديدة فيه، مشاركاً من موقعه في مختلف التحركات والاحتجاجات النضــــالية والنقابية والمطــــلبية الشعـــبية والطــــلابية وانتفاضة مــــزارعي التبــــغ في الجــــنوب في أوائل السبعينــيات.

انه ظافر المقدم الذي لم يترك ساحات النضال والميادين  يوما واحدا حتى الرمق الاخير  وستبقى ذكراك خالدة فينا ما حيينا ماضون قدما في مسيرة النضال والمبادى التي آمنت بها .

ظافر المقدم : خمسون عاماً من النضال الوطني والقومي

موسى شعيب

الى رفيقي الثائر الصامت ظافر المقدم

آذار 1972

يا رفيقي

أيها المنسل من غيظ الشوارع

أيهاالمزروع في جمجمة الرفض قصيدة

أنت لم تكتب عن الثورة آلاف المقاطع

لم يطرز ثوب أفكارك تجار العقيدة

بصمات الرفض في وجهك ما زورها شار وبائع

كبرياء الزمن الغاضب في عينيك فكر وشرائع

حدثوني، في اللقاءات الجليلة

عن أصول العمل الثوري وأشكال النضال

عرّفوني بأساليب الجدال

وبأن النصر لا يؤتى بأعوام قليلة

وقرأت الكتب الثورية الكبرى

حكايات البطولة

ثم لمّا جمعتنا الدرب

لخصت الحكايات الطويلة

يا رفيقي

أيها الواقف في مفترق الموت المدمى

ناسجاً من وهج أنفاسك رايات الخلاص

جنت مثل الحلم لما، سقطت كل

المواويل قتيلة

وبدت كل الشعارات هزيلة

غير موالك، موال الرصاص

عربي وجهك الطافح بالحلم

وعيناك حكايات عذارى بدوية

عربي صوت رشاشك

أنشودة حب جبلية

عربي دمك النازف في قارعة الفجر

وبيروت عروس يعربية

وهوى بيروت ريفي، جنوبي

وبيروت جراحات، عيون تعبت من سهر الليل

وأيد خضبتها شفرة السيف

وبيروت أنا، أنت، ونحن الصانعي بيروت

لا حراسة الأرز ولا كلب فرنجي

على حضن بغي أجنبية

لا وليست صفقة سرية في الأشرفية

لا وليست شقة مفروشة في الحازمية

يا رفيق الدرب، يا زيتونة الأرض الجريحة

أيها الضاحك في قاع اللهب

تقبض النار ولا تطلق صيحة

علمتني يدك الكلمى نصيحة

ليست الثورة إهراء ذهب

إنما الثورة في كف تهب

يا رفيقي

حين تزهو في سماء الشرق شمس عربية

عندما تمتلئ العين دموعاً والشرايين

حنينا

لحكايات ليالينا الفتية

اسمك الظافر وشما سيكون

اخضراً فوق الجبين

وغدا في خندق الآلام متنا أم حيينا

سوف تبقى يا رفيقي

علم النار على درب القضية

رسالة من سجين جنوبي إلى المؤتمر الوطني لدعم المزارعين

 

السلطة لم تعرف بعد الجنوبي الجديد !

ظافر المقدم  المعتقل في سجن الرمل يوجه كتاباً إلى المؤتمر الوطني لدعم مزارعي التبغ الذي انعقد أول أمس في 4 شباط 1973، في ما يلي نصه :

أيها السيدات والسادة،

قيل سابقاً لا يموت حق يقف وراءه مطالب …

ونحن نقول اليوم لن يموت حق مزارع الدخان في الجنوب، ووراءه شهداء وجرحى ومعتقلون ومعتصمون ومؤتمرون.

لقد اعتقدت شركة الرجيي ووراءها السلطة أن ثورة الجنوبي فورة.. وأن بعض الرصاص.. وبعض السجون.. والكثير من الارهاب.. قادر على اخماد صوت الحق الهادر من الجنوب…

ولكن شركة الريجي.. ومعها السلطة.. لم تعد تعرف الجنوبي.. الجنوبي الجديد الذي يولد من قلب الآلام والبؤس والفقر والحرمان.. الجنوبي الذي تصنع قنابل النا بألم صموده… والذي تعمق جنازير الدبابات الاسرائيلية جذوره..

حين دخلنا سجن الرمل ودخلت إلى القاووش الذي اختارته إدارة السجن منزلاً جديداً لي… التقيت بسجين قديم… وقد حكم عليه بالسجن عدة سنوات. فبادرني قرباً وقد وصلته أخبارنا كسائر المنتقلين في السجون قبل دخولنا:

– شو قصتك يا عمي.. قبل كم شهر فوتوك عالحبس لانك تظاهرت بعدما ضربت اسرائيل النبطية.. وهلق فايت كمان لانك تظاهرت من جديد.. لها الدرجة بتحرز المظاهرات.

واستطرد السجين قائلاً :

– شو صاير بهالبلد.. شو صاير بهالناس… غايته طالعة عالحبوس.. منشان شو.. منشان المعلمين.. منشان التلاميذ.. منشان الزبالين.. منشان الشوفيرية.. منشان الفدائي.. والله يا عمي ما بتحرز..

ولم أجب على زميلي الجديد القديم.. وفتشت لنفسي عن زاوية اقضي فيها الأيام والأسابيع التي تحددها السلطة لأمثالي.. وأقول السلطة لا المحاكم لأنه لم تجر لنا حتى الآن اية محاكمة ولم تحمل السلطة على أية أدلة توجب اعتقالنا.

وسألت نفسي معلقاً على أسئلة السجين المقيم..

اليس في أسئلته جهلا يشابه جهل الحكام في بلادنا..

واستغربت متسائلاً : أليس الحكام في بلادنا سجناء مقيمين ولكن من نوع آخر… سجناء المصالح والشهوات.. سجناء الاحتكار والفساد.. سجناء الماضي..

وارتاحت نفسي لهذه الصورة.. وأحسست فجأة أنني ورفاقي الاحرار الطلقاء.. وان سجانينا هم المساجين.. تماماً كما كنا نقرأ في الكتب والروايات والاشعار..

أيها المؤتمرون الكرام…

في السابق حين كان يعتقل المواطن بقضية عامة.. تقام الدنيا ولا تقعد.. تكتب الصحف عنه.. تتخذ المجلات له الصور… كان ذلك في زمن كان فيه الاعتقال يظهر وكانه شواذ.. أو استثناء.

أما الآن فمن أي المعتقلين سوف تقام الدنيا ولا تقعد؟! عن المعتقلين من الطلاب؟! من المعتقلين من المزارعين؟! من المعتقلين بسبب أفكارهم وانتماءاتهم السياسية…

صحيح أننا حرمنا اليوم في سجننا هذا فضجيج الشهرة.. وبريق الدعاية.. ولكننا أصحبنا نمتلك ما هو من ذلك بكثير.. أصبحنا نملك.. حراة الانتماء الى قضية… الى حركة شعبية… واسعة أصحبت كل قطاعات الشعب، كل اتجاهاته، كل طوائفه…

أصبح انتصارنا الفردي يتحقق من خلال انتصار الجماعة.. أصبح انتصار المواطن يتحقق من خلال انتصار الوطن.. وهذا الشعور هو الذي يحملنا نصمد في السجن دون أن نقبل أعتاب هذا الزعيم أو ذلك المنقذ لاخراجنا.. هذا الشعور هو الذي يحملنا نرى في سجننا نشاطاً جديداً نقوم به من أجل بلدنا.. وأرضنا.. وشعبنا..

لقد أصبح السجن لنا.. اعتصاماً نشارك فيه اخوتنا في النبطية اعتصامهم.. أصبح السجن لنا.. مؤتمراً  نشارككم فيه مؤتمركم الوطني الحر..

وأخيراً أيها المؤتمرون الكرام، ننقل إليكم تحيات السجناء… من سجن منهم لقضية عامة وهو معكم.. ومن سجن منهم لتخلفنا عن مستوى الاحساس بالقضية العامة.. فكونواً أنتم معه..

في السجن نتعلم دروس الحرية.. كما ينظم الجنوبي من العدوان والموت صناعة الحياة..

                                                                                        ظافر المقدم

                                                سجن الرمل في 6 شباط 1973

كنت ظافراً رأسك دائما مرفوع

كنت ظافراً تعود في كل صولة، جراحك دوام، ويمناك عالية، ورأسك مرفوع وبدنك يأخذ منك سلامة الجسد ليعطيك سلامة الرؤية والمعتقد.

لن أخاطبك بضمير الغائب أيها الظافر كاسمك وسمعتك وأمسك المخضب بالعزة والعنفوان طوال مسيرتك التي لم نرَ فيا سوى نضالك الدؤوب وإيمانك الصادق كفعلك، لقد ترجمته إلى فعل عروبي متقدم. سيبقى نضالك ممتداً في أجيال بعثية آتية لا ريب فيها، آتية رغم كل الغيوم الداكنة التي تتلبد في سماء الأمة من محيطها إلى خليجها، ومن زاخو إلى باب المندب، وكيف يكون غائباً من كان هو الضمير!! كيف يغيب من كانت بصمات حياته موجودة في كل تفاصيل العمل الوطني والقومي.

سلام عليك قائداً بعثياً ومناضلاً أصيلاً نما في صفوف الكادحين، في جنوبنا البطل الذي كنت فيه قائداً مقاوماً تعرفك كل شعاب الجنوب وأوديته وشواهقه، في الجنوب الصامد تعرفك كل المواقع، وترثيك كل البنادق المتجهة إلى صدر العدو الصهيوني المغتصب. يعرفك المؤتمر الوطني لدعم الجنوب، ويعرفك مزارعو التبغ معتقلاً من أجلهم فتى يافعاً في سجن الرمل، من املاً ومرافقاً لرفيق خلودك الشهيد البعثي البطل موسى شعيب قمر الجنوب ووجدته الجريح، وسيبقى اسمك ظافراً وسنسميك الجنوب خالداً كقلعة الشقيق وملاصقاً لتراب كفركلا حيث رفيقك الشهيد البطل عبد الأمير حلاوي أبو علي فارس العرقوب وشهيد البعث المنغرز في كل وجدان مقاوم. ستذكرك الطيبة كما تذكر آل شرف الدين الشهداء الأبرار الذين هم عند ربهم يرزقون وفي وجدان شعبهم يعيشون، ستبقى في الجنوب رمزاً للمقاومة والصمود، كنت عربي الهوى والمنى عربي الفؤاد، وكنت في الوقت عينه جنوبي الهوى الهوى والمنى، جنوبي الوجه واليد واللسان، جنوبي الفعل والانتماء، كنت تأبى أن تبيت إلا في الجنوب، كما أبيت أن تموت إلا فيه، إن اختيار الموت يصبح فعلاً كاختيار الحياة، وأولئك الذين يتقنون كيف يموتون هم أولئك الأحياء، ففي الناس أمثلة مماتها لا يستطيع أن يلغي آثار حياتها، إن الموت فعل كما الحياة فعل، كنا نشيّع نعشك جنوباً بزهو وكبرياء لأن الجنوب أبى إلا أن تموت في أحضانه وتخصب ثانية في ثراه جيلاً يؤمن بالشهادة درباً إلى إنجاز الحياة نفسها، وصدقت الرؤيا، وبموتك علمتنا أن نختار الجهات التي يجب أن تتوجه إليها أجسادنا وهي ذاهبة إلى الموت، أعني وهي ذاهبة إلى الحياة.

الدكتور عبد المجيد الرافعي

نائب الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي

رئيس حزب طليعة لبنان العربي الإشتراكي

 

 

قصيدة الرفيق الشاعر عمر شبلي

قم من ضريحك لم تمت يا ظافر

ناءٍ عن البصر الحسير وحاضر

سافرتَ لكن لم تقم بوداعنا

ما يجمع الأحياء والأموات في

يا ظافر العهد الذي هو بيننا

أدري بأنك قد حملت إلى الثرى

لك في القلوب مكانة مرموقة

آتٍ إليك من البقاع على دم

وأقول للإلف الشفيق يدلني

فرأيته يحصي الغمام وقال لي

 

لا يخطئ القلبُ الطريق، فإنه المأمور كالقصواء، وهو الآمر

عرّج على الدرب الخضيب وقل له

حضرت للسفر البعيد حقائباً

يا دهر خيلك لم تدع في الصدر لي

آوي لقبرك كلما اشتبهت على

ويدي التي جرح الزمان طموحها

يا ابن الجنوب ولا أخالك غافياً

صفقت للرؤيا لتهدم دونها

اعتى الدروب سلكتها بإباءة

غير العروبة ما لبست على المدى

قد كنتَ في تبغ الجنوب حكاية

يا ابن الجنوب وأي جرح لم يكن

متشابهان لحد أن كليكما

تختارك الجلى فتاها عندما

أعطيت عمرك هذه الأرض التي

أوَلست من صلب الذين تقلدوا

يا للجنوب يصير أجمل عندما

إرث الشهادة في ثراه عقيدة

منها إذا استل الشهيد دماءه

من راح يحفر في ثراه طريقه

أم الجهات هي الجنوب بإرثنا

تأبى العروبة أن يصاغ حسينها

قد كنت تعصف في فواجع أمة

خلع الرجال الخالدون قبورهم

يتجول الشهداء في أرجائه

يا أيها القبر المضرج بالصدى

أنبيك في “زبدين” عن راياتنا

سيكون لفح جراحنا عصفاً على

حمراء أسئلة القبور بأمة

لا بد ظافر من زمان أحمر

هم كدسونا في السجون وأغلقت

أرأيت كيف تكون مؤتمراتنا

جرح البلاد هنا يباع ويشتري

من أجل أن تحمى عروبة غزة

ويسد ” نابال” الغزاة معابراً

أنبيك عن بغداد، عن دم أهلها

لا بد تنهض من رماد حريقها

ونذرت عمرك للعروبة كله

أبكيك ظافر! لا، فإنك بيننا

نم يا رفيقي في ثرى “زبدين” قد

تحنو عليك وهادها وهضابها

نم، إن جرحك لا يزال مضرّجاً

ملءَ البصيرة والحشا يا ظافر

ولقد يودع من يحب مسافر

هذا الوجود مواجد وخواطر

أقوى من الموت الذي يتآمر

هم الذين لحمل نعشك بادروا

عزت لها في الآخرين نظائر

فيه من اللهب القديم مجامر

“زبدين أين، وأين يوجد ظافر؟

لا بد يرشدنا ثراه العاطر

 

 

كيف العبور على الدجى يا ظافر

فيها المتاع مبادئ ومآثر

شبراً وما مرّت عليه حوافر

قدمي الدروب وللقبور منائر

ما زال فيها للدفاع أظافر

بل أنت تسمعنا ووجهك حاضر

عمراً سيبقى منه عمر عامر

ما سرت في درب وخطوك عاثر

ثوباً يغطيه النجيع الفائر

يمشي بها الراوي ويروي السامر

من صدرك العربي فيه مآثر

هو حين تُمتحن الرجال الآخر

تتسابق الأقران أو تتفاخر

ما نال منها طامع أو غادر

جرحاً تقصر عن مداه خناجر

تقسو الخطوب عليه أو تتكاثر

هو كالحسين بكل صدر حاضر

كانت تهدد بالحياة مقابر

هو مثل نهر ” القاسمية” سائر

عربية ما زاع عنها ” ظافر”

بمذاهب بفم السماء تتاجر

بغداد تقف أو تئن جزائر

ولأنت قبرك حين تذكر حاسر

زبدين ليست في الجنوب مقابر

في هامة الموتور يبقى طائر

سرقت، وتاجر بالعروبة تاجر

من ساوموا فينا الغريب وتاجروا

مقهوة ما عاد فيها قاهر

وتكون للزعماء فيه حظائر

من بعد أبواب السجون ضمائر

ومقررات حبرها متآمر

من جسم أمتك الذي يتناثر

لحليب أطفال تسد معابر

أخرى، و “غزة” تصطلي وتكابر

في نهر ” دجلة” صار نهر آخر

مهما استبد بها الزمان الفاجر

وظللت بالغضب الأبي تجاهر

يا ابن الجنوب برغم قبرك حاضر

آن الأوان ليستريح الثائر

ويغسل القبر الغمام الماطر

نعم الضماد ثرى الجنوب الطاهر

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى