الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي م.عادل خلف الله لـ”الهدف”: دوافع أمريكية وعوامل أخرى ترجح أن تكون مباحثات سويسرا مثمرة لا يمكن التنازل عن أن طرفي الحرب لن يكون لهما أي وضع سياسي بعد إيقافها
الناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي م.عادل خلف الله لـ”الهدف”:
دوافع أمريكية وعوامل أخرى ترجح أن تكون مباحثات سويسرا مثمرة
لا يمكن التنازل عن أن طرفي الحرب لن يكون لهما أي وضع سياسي بعد إيقافها
#الهدف_حوارات
ما رأيكم في المبادرة الأمريكية التي تعتزم الجمع بين الدعم السريع والجيش في سويسرا؟
الدعوة التي وجهتها إدارة بايدن عبر المبعوث الخاص، موجهة لطرفي الحرب، القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بهدف الاتفاق على وقف إطلاق نار شامل بآليات مراقبة تضمن التزام الطرفين به لدواعي إنسانية.
إذًا الدافع إيجاد حل للأزمة الإنسانية وليس مخرج سياسي؟
المحادثات لا تهدف لمناقشة أي قضايا سياسية، فذلك شأن سوداني تقرره القُوَى السودانية، عدم إقحام ذلك من شأنه إضافة لعوامل أخرى ربما يجعل اللقاء الذي حدد له 14 أغسطس القادم بسويسرا قادرا على حمل الطرفين للتعامل بجدية مع هذه المباحثات وما يتم التوصل إليه حول وقف شامل لإطلاق النار بعد 16 شهر من حرب مدمرة وعبثية.
وما الذي يجعل هذه الرؤية مقنعة؟
ما يدفع بذلك الاتجاه مشاركة عدد من الأطراف كمراقبين، السعودية، مصر، الإمارات، الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي وهى الأطراف التي ظلت قريبة من الحرب ومجرياتها منذ اندلاعها في 15أبريل 2023. إضافة إلى تبدد فرضية الحل العسكري، وما رافقها من انتهاكات وجرائم أصدرت العديد من الجهات الوطنية والإقليمية والدولية، رصد وبيانات ومواقف حولها وما حاق بالشعب السوداني ونسيجه الاجتماعي وثرواته وبنيته التحتية بل وكيانه الوطني من تبديد ومهددات وتهجير ونزوج، جعله يتصدر قائمة البلدان الأكثر نزوحًا وعدم استقرار ويعانى أكثر من نصف سكانه من نقص الغذاء، وغياب الخِدْمَات والأمن، وانعكاسات ذلك على الجوار السوداني وأمن البحر الأحمر والإقليم، وفوق ذلك جميعا اصبح الوقف غير مشروط للحرب مطلبًا وطنيا غالبا يتصدر حَراك ونشاط القُوَى الوطنية الحية داخل السودان وخارجه التي لن تتنازل عن حقيقة أن يكون لأطراف الحرب أي وضع سياسي بعد إيقافها.
وهل يمكن أن تحقق هذه المحادثات اختراق؟
من الممكن أن تكون هذه المباحثات خطوة متقدمة في سبيل وقف الحرب، إذا نجحت في إيصال الطرفين لهدف وقف شامل لإطلاق النار على امتداد البلاد يسمح بحركة آمنة للمدنيين وانسياب المساعدات الإنسانية لمستحقيها.
في تقديرك لماذا طرحت واشنطون مبادرتها في هذا التوقيت؟
من حيث التوقيت فإن إدارة الديمقراطيين، نزلت بثقلها في القضية السودانية، مع اقتراب السباق الرئاسي، والمنافسة حامية الوطيس مع الجمهوريين بهدف تحقيق مكسب معنوي عبر العلاقات الخارجية، يكون له صداه وتأثيره الداخلي. بمعنى أن هنالك توجها أمريكيا جديدًا، يجعل الملف السوداني من أولويات الإدارة الأمريكية، الغارقة في وحل الحرب الروسية الأوكرانية والعدوان الصهيوني على شعب فلسطين وإفرازاته في المنطقة قبيل ختام الانتخابات الرئاسية.
وهو موقف يعيد للأذهان دورها الحاسم فيمَا عرف بـ اتفاقية السلام الشامل بين “المؤتمر الوطني” المحلول والحركة الشعبية بقيادة د.جون قرنق في أجواء مشابهة.
وماهو موقف البعث من هذه الدعوة؟
إن موقف البعث من هذه الدعوة، امتداد لموقفه الرافض للحرب والمتمسك بوقف غير مشروط لها والداعم لأي جهد يحقق ذلك، ويوفر آليات لإيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها ويعالج أوضاع النازحين واللاجئين، وبما يحافظ على وحدة وسيادة واستقلال السودان، وأن تكون الإرادة الوطنية هي المقرر في حاضر ومستقبل السودان بعد أسوأ الحروب وأوسعها التي عرفها.