تنافس إقليمي على استضافة مؤتمرات القوى المدنية السودانية يطيل أمد الحرب عادل خلف الله: نجاح دعوة القاهرة إلى الحوار السوداني مرهون بمسارين إقليمي ودولي الاشتراطات على دعوة القاهرة ورفض مباحثات جدة تكتيك لإدامة الحرب
تنافس إقليمي على استضافة مؤتمرات القوى المدنية السودانية يطيل أمد الحرب
عادل خلف الله: نجاح دعوة القاهرة إلى الحوار السوداني مرهون بمسارين إقليمي ودولي
الاشتراطات على دعوة القاهرة ورفض مباحثات جدة تكتيك لإدامة الحرب
العربي الجديد – عبد المجيد عوض
الهدف – كمال السر
وصف قيادي في حزب البعث (الأصل) المبادرات الإقليمية باستضافة مؤتمرات للقوى المدنية السودانية بأنه تنافس يؤشر لتجاذبات إقليمية ودولية أسهمت من قبل في إطالة أمد الحرب، بما أتاحته من هامش للمناورة، مشيرا بأن حزب البعث لا يبني مواقف مسبقة، وسيناقش أي دعوة يتلقاها ليقرر حولها.
قال القيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي(الأصل) عادل خلف الله لـ”العربي الجديد”أن دعوة مصر لاستضافة مؤتمر للقوى السياسية والمدنية السودانية نهاية يونيو الجاري، تندرج وفق تصريح المتحدث باسم الخارجية المصرية في مسارين. المسار الأول حسب خلف الله تزايد الاهتمام الإقليمي والدولي بتداعيات وتأثيرات استمرار حرب التدمير العبثية في السودان على السلم والاستقرار في الإقليم والمنطقة، بالتزامن مع تداعيات استمرار العدوان “الإسرائيلي” على شعب فلسطين والوجود والانتشار الأميركي – الأوروبي في البحر الأحمر، وما تقوم به واجهة إيران المذهبية في اليمن، وهو ما أخرج الحرب السودانية من دائرة النسيان إلى دائرة الضوء.
أما المسار الثاني حسب المصدر ذاته، فهو “الشجون المصرية الخاصة، باعتبار مصر من أكثر دول الجوار السوداني تأثرا باستمرار الحرب وتداعياتها، وبشكل خاص أمنيا واقتصاديا، وهو ما عبرت عنه بعقد مؤتمر الجوار السوداني، واستضافتها في مايو الماضي بالقاهرة “لما سمي بالمؤتمر الثاني للكتلة الديمقراطية”.
وكانت وزارة الخارجية المصرية، قد ذكرت في بيان لها، يوم الثلاثاء الماضي، أن مصر ستستضيف في يونيو (حزيران) الجاري مؤتمراً للقوى المدنية “في إطار حرص مصر على بذل كل الجهود الممكنة لمساعدة السودان الشقيق على تجاوز الأزمة التي يمر بها، ومعالجة تداعياتها الخطيرة على الشعب السوداني وأمن واستقرار المنطقة، لاسيما دول جوار السودان”.
وأشارت الخارجية المصرية إلى أن المؤتمر سيُعقد بحضور الشركاء الإقليميين والدوليين المعنيين، وأن الغاية منه هي التوصل إلى توافق بين مختلف القوى السياسية المدنية السودانية حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان، عبر حوار وطني سوداني سوداني، يتأسس على رؤية سودانية خالصة.
ولفت خلف الله الانتباه إلى توقيت الدعوة المصرية، “حيث جاءت بعد استضافة إثيوبيا لمؤتمر تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية، ما يؤشر لتجاذبات إقليمية ودولية أسهمت من قبل في إطالة أمد الحرب، بما أتاحته من هامش للمناورة”.
التنافس حول التأثير في مجريات الحرب ومصائرها ومستقبل السودان والإقليم، هو المحك الذي يختبر جدوى وتأثير الدعوة المصرية
وزاد أن التنافس حول التأثير في مجريات الحرب ومصائرها ومستقبل السودان والإقليم، هو المحك الذي يختبر جدوى وتأثير الدعوة المصرية، مؤكدا أن حل عقد التجاذبات والمنابر المتعددة وأولوياتها، وعقدة التباين في مواقف القوى السياسية والمدنية من الحرب وأطرافها، مهمة ليست بالهينة حينما تربط كذلك بتطلعات الشعب السوداني، واحترام سيادته ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه.
وسخر خلف الله من تناقض تصريح الخارجية السودانية الذي استهل بالترحيب بالدعوة المصرية، بما وصفه بحشو اشتراطات حول المشاركة تقصي الاتحاد الأفريقي والإيقاد ومن تعتبرهم الخارجية من داعمي الدعم السريع، وتابع: الخارجية تنتظر تحديد المقصود بالشركاء الإقليميين والدوليين، وهو ما يؤدي إلى تقلص المشاركة أو حصرها في دائرة المقيمين في بورتسودان فحسب
وقال: “اللافت للنظر إن الترحيب المشروط صدر بعد ساعات من الرفض العنيف والمغلظ للمشاركة في منبر جدة، على لسان مالك عقار الذي حرص على تأكيدها بكونه” الرجل “الثاني. معتبرا تصريح عقار بعدم المشاركة في جدة والمتحدث باسم الخارجية بالترحيب المشروط” تكتيك ضمن استراتيجية إطالة أمد الحرب المدمرة، ودون اكتراث بتداعياتها على وحدة البلاد وسيادتها وأمن وسلامة شعبها واستقرار الإقليم…
وختم خلف الله تصريحاته لـ”العربي الجديد”، بأن حزب البعث لا يبني مواقف مسبقة، وسيناقش أي دعوة يتلقاها ليقرر حولها.
يذكر أن الحكومة السودانية رحبت بالدعوة وجدد بيان صادر من وزارة الخارجية السودانية، “ثقة السودان بحكومة وشعب مصر الشقيقة وقيادتها، باعتبارها الأحرص على أمن وسلام واستقرار السودان.
وربط بيان الخارجية، نجاح المبادرة المصرية بأن يكون هنالك تمثيل حقيقي للغالبية الصامتة من الشعب السوداني، حسب وصفه.
واشترطت الخارجية “توضيح من هم الشركاء الإقليميون والدوليون الذين سيحضرون المؤتمر وحدود دورهم، خاصة وأن المؤتمر يقصد منه الوصول لرؤية سودانية خالصة