المِنَصّة الشَبابِيّة-مَخاطِرعَسْكَرَة التَّعْليم العَالِي . . عَلَى شَبابِ وَطَنِنَا الغَالِي ! سعد الرشيد
المِنَصّة الشَبابِيّة
انطلاقا من حقيقة ان الشباب هم صناع الحاضر العربي وجوهر قوته وحيويته وهم قادة مستقبله ، فقد تم تأسيس هذه المنصة الشبابية لتكون باباً جديداً من ابواب النشر لمكتب الثقافة والاعلام القومي لتطل على الشباب العربي من خلال مناقشة شؤونه و طرح قضاياه الراهنة و التعبير عن تطلعاته المستقبلية. وهي مخصصة حصرياً لنشر كتابات الشباب وابداعاتهم في المجالات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية وذلك لتعميق مساهمتهم في الدفاع عن قضايا امتنا العربية وصناعة مستقبلها. كذلك فان المنصة تعنى بمتابعه مايصدر من موضوعات ثقافية واعلاميه وفنية في وسائل الاعلام العربية ودول المهجر والتي لها علاقة بقضايا الشباب في الوطن العربي، وترجمة ونشر ما يخدم منها في مواجهة تحديات الامة وتحقيق نهضتها الحضارية الشاملة .
مَخاطِرعَسْكَرَة التَّعْليم العَالِي . .
عَلَى شَبابِ وَطَنِنَا الغَالِي !
سعد الرشيد
قد يستغرب الكثيرون العنوان أعلاه، باعتبار أن التعليم العالي هو الذي يبني جيلًا واعيًا ومُتعلّمًا من الشباب، ويساهم في تعزيز ونشر الثقافة الوطنية والقومية بين افراده، ويؤهله لاكتساب المعرفة العلمية اللازمة للمساهمة في التطوير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتكنولوجي للبلاد، وهذا الأمر صحيح عربياً وعالمياً باستثناء الحالة في عراق اليوم! .
فمنذُ أن استولت الميليشيات على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي حتى بدأت تأخذ الوزارة دوراً غير الدور الطبيعي المتعارف عليه في كل دول العالم. فالأيدولوجية الفارسية لنظام الولي الفقيه في ايران التي تتبناها هذه الميليشيات وتتبع لها، بدأت تطفو على سطح عمل الوزارة بشكل لا لبس فيه.
إن سيطرة ميليشيا مُدرجة على لائحة المنظمات الارهابية في العالم، على وزارة مهمة كوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التي تشرف على إعداد أكثر من مليون طالب عراقي وعربي، هو بحد ذاته خطرعلى السلامة الفكرية والقيم الوطنية والقومية لجيل كامل من الشباب. حيث بات يهيمن على الوزارة والجامعات العراقية أعضاء هيئة تدريس وطلاب موالين ليس للوطن ( العراق) وانما لقيم وثقافة وعقيدة دولة اجنبية هي إيران. وهذا ما لا يسمح به اي بلد في العالم في ان تعمل مؤسساته على خلق ولاء لدولة اجنبية وليس للوطن نفسه.
وبعد أن كانت الحركة الطلابية والشبابية وعلى مر تاريخ العراق الحديث منذ تاسيس الدولة فيه عام 1921 تقاد من قبل هيئات واتحادات وطنية الأهداف والفعل والعنوان، كالإتحاد الوطني لطلبة العراق وغيره من المنظمات والجمعيات الطلابية الوطنية الإنتماء والأهداف، باتت تنشط اليوم في الجامعات تجمعات غريبة مُقحَمة على الواقع والمجتمع العراقي، منها ما يُعرف باسم (أبناء المُهندس) التي تتصدر العمل في الوسط الطلابي في الكُليات والجامعات بهدف واحد هو تعزيز وجود المليشيات من خلال تكريس ثقافة الولي الفقيه للنظام الايراني بينهم، في محاولة لكسب الشباب وخلق حواضن اجتماعية للميلشيات وضخها بدماء جديدة. وكل ذلك يتم بدعم مباشر من وزير التعليم العالي التابع لاحدى هذه المليشيات، بتوفيره الغطاء الحكومي اللازم لهذا التجمع للقيام بنشاطاته، ناهيك عن الدعم المالي والسياسي المطلوب لاجتذاب عناصر جديدة.
يمثّل تجمع أبناء المهندس المدعوم من مؤسسة الحشد الشعبي في العراق، خطراً حقيقياً على الوسط الطلابي والشبابي العراقي والعربي داخل الكليات والجامعات. إذ يتلقى المؤثرون منهم رواتباً من مؤسسة الحشد باعتبارهم موظفين فيها، بالاضافة إلى موارد مالية أخرى تقدمها لهم (مؤسسة) الحشد للقيام بفعالياتهم ونشاطاتهم داخل الجامعات العراقية التي تهدف إلى خلق جيل من الشباب فاقد للإنتماء الوطني او العربي من خلال تعظيم صورة دولة اجنبية
هي إيران، وليس العراق او الأمة العربية. كما تهدف الى تفتيت وحدة المجتمع وتمزيق تماسكه الوطني والديني والعيش السلمي المشترك فيه من خلال التسويق لايران على أنها الحامي الوحيد للمذهب ويجب موالاتها ، وتمجيد القادة المرتبطين بمشروع ولاية الفقيه الفارسي ، وتعريف الطلبة بهم كـ(أبطال وطنيين)!
ان هذا النهج الذي تتبعه الميليشيات داخل الجامعات، هو نهج خطير وماكر في نفس الوقت إذا ما استمر، إذ سيخلق جيلاً طائفياً من الشباب، مؤدلج عقائدياً بصورة تتقاطع حتى مع المرجعيات الدينية العراقية مثل مرجعية النجف، حيث إنهم يعملون على تقديم النموذج الإيراني كبديل للمؤسسة الدينية في النجف الأشرف.
ناهيك عن خطورة إنشاء جيل كاره للعرب وللأمة العربية برمّتها، ليس فقط لانتزاع العراق من محيطه القومي وحسب، وانما بتهيئة شباب يعمل ضد هذا المحيط .
ولهذا كله كان عنواننا مخاطر عسكرة التعليم العالي على شباب وطننا الغالي، لأن ما تقوم به وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في العراق اليوم بعيد كل البعد عن التعليم و عن البحث، فهو خطة مُمَنهَجة لتهديم كلاهما وتهدف الى زعزعة الوحدة الوطنية في العراق من جهة، واقتلاع العراق من جذره العربي من جهة أخرى.
انه استهداف لوطنية وقومية العراق بخلق جيل كامل من الشباب مؤمن بدولة اجنبية هي إيران وبمشروعها الاستعماري في الوطن العربي.