دَور الشَباب في النِضالِ الوَطَني الدكتور غالب الفريجات
المِنَصّة الَشبابيّة
انطلاقا من حقيقة ان الشباب هم صناع الحاضر العربي وجوهر قوته وحيويته وهم قادة مستقبله ، فقد تم تأسيس هذه المنصة الشبابية لتكون باباً جديداً من ابواب النشر لمكتب الثقافة والاعلام القومي لتطل على الشباب العربي من خلال مناقشة شؤونه و طرح قضاياه الراهنة و التعبير عن تطلعاته المستقبلية. وهي مخصصة حصرياً لنشر كتابات الشباب وابداعاتهم في المجالات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية وذلك لتعميق مساهمتهم في الدفاع عن قضايا امتنا العربية وصناعة مستقبلها. كذلك فان المنصة تعنى بمتابعه مايصدر من موضوعات ثقافية واعلاميه وفنية في وسائل الاعلام العربية ودول المهجر والتي لها علاقة بقضايا الشباب في الوطن العربي، وترجمة ونشر ما يخدم منها في مواجهة تحديات الامة وتحقيق نهضتها الحضارية الشاملة .
دَور الشَباب في النِضالِ الوَطَني
الدكتور غالب الفريجات
لا شك أن للشباب دورا فاعلا في الحياة على العموم، وفي خدمة الشأن العام وتحقيق المبادئ الوطنية ومجرياتها على وجه الخصوص، فمن أين نبدأ في العمل مع الشباب حتي يكون لهم الدور الفاعل والمؤثر؛
في البداية علينا أن نقنع الشباب، بان العمل السياسي الوطني بشكل عام، والعمل المنظّم بشكل خاص، هو عمل مرحَّب به وطنيا. وذلك بعيدا عن المرحلة السابقة التي تخيف الجميع وترهبهم بالعمل السياسي.
على الإعلام الرسمي تحديدا أن يؤكد على أن العمل الوطني مقبول شرعاً ودستوراً.
التأكيد على أن العمل المبدئي الوطني هو عمل إيجابي على عكس التنظيمات السلبية التي تستند الى المبادئ الضارة والهدّامة للمجتمع كالعرقية والطائفية.
علينا أن نؤكد على ان العمل الوطني المبدئي بصيغته التنظيمية او الحزبية، هو الوسيلة الأساسية للمشاركة السياسية الفاعلة التي تساعد الشباب في ان يكونوا قادة مشاريع.
علينا أن نؤكد ان العمل الوطني المنظَّم يساهم في حل مشكلات الوطن من فقر وبطالة بكفاءة اعلى، وانه العين المراقبة التي تقف بالمرصاد للفساد.
التأكيد على أن العمل المنظَّم يسهم في تحقيق الأمن الوطني، وتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
علينا أن نبين ان العمل الوطني المنظَّم هو عمل جماهيري يساعد الشعب في تشكيل رقابة على الاداء الحكومي.
كيفية التعامل مع الشباب لجذبهم الى الشأن العام من خلال الانضمام الى العمل الوطني المنظَّم؟
نستعرض فيما يلي اهم الجوانب التي يجب مراعاتها في الحوار مع الشباب والانفتاح عليهم وهي :
علينا أن ننطلق من حقيقة ان الشباب جيل واعي، ذو نظرة عملية وثاقبة للامور.
ان نحترم اراءاهم وثقافاتهم، ونتحاور معهم بروية وهدوء، فمن المعروف ان لكل جيل وعيه وثقافته ونظرته للحياة.
أن نبسِّط لغة الحوار في التعامل معهم، ونتدرج في مستويات هذا الحوار حتى نصل به إلى الأهداف التي نريد تحقيقها.
أن نؤكد على أن تكون لغة الحوار معهم مباشرة وبسيطة وغير معقدة وبعيدة عن الفذلكة او التناول الفلسفي المعقَّد.
علينا أن نعي انه ليس في مقدور كل إنسان فهم لغة الحوار، ووسائل وطرق الإقناع، فهناك أناس يمتلكون مَلَكة الحوار اكثر من غيرهم، وهناك أناس منفِّرون في الحوار، فنحن بحاجة للنوع الأول ليقود لغة الحوار.
للحوار ثقافته الخاصة به وعلينا أن نتسلح بهذه الثقافة، فعدا عن غزارة المعلومات التي يجب أن يمتلكها المحاور، لابد من الهدوء والتمتع بالنفَس الطويل، وتقبُل لغة الآخر.
على المحاور ان يعي تحديد أهدافه، ويضع استراتيجية الحوار مع الطرف الآخر الذي يسعى لفتح الحوار معه لاقناعه بالعمل الوطني و بالحزب واهدافه.
ادراك ان عملية الحوار قد تحتاج لأكثر من جلسة حوارية، وعدد من الجلسات، وعلى المحاور أن يقيم كل مرحلة من مراحل هذا الحوار، وأن يعي ترابط هذه الجلسات الحوارية حتى يتمكن من الإحاطة بكامل موضوع الحوار وتحقيق أهدافه.
ما هو الدور الطلابي المأمول في التغيير؟
المعروف ان فئة الطلاب هي فئة شبابية، وهي العصر الذهبي في العمر الشبابي، فمن منا لا يحن لمرحلة المقاعد على الدراسة مدرسيا وجامعيا؟، ولهذا فإن بدايات الانفتاح على العمل السياسي يكون في نهاية المرحلة الثانوية على الأغلب، لأنها بيئة خصبة والعقل الإنساني خلالها لديه قابلية لذلك بعيدا عن التعقيد، وبعيدا عن الشعور بالحياة وهمومها ومتطلباتها، والنفس الإنسانية فيها تكون متعطشة للمعرفة وتلتهم كل ما يقع لديها من
وسائل المعرفة من كتب ودراسات وغيرها، ويغذيها بيئة ملائمة من الحرية من خلال تحررها من مسؤوليات، ووجود موجهين او معلمين على قدر من الوعي في الثقافة السياسية الوطنية.
انتعاش المظاهرات الطلابية كمؤشر سياسي في الجامعات الأمريكية
لقد عمَّت الجامعات الصفوة في أمريكا مظاهرات طلابية احتجاجا على عمليات الإبادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، وللحركة الطلابية الأمريكية دور نضالي مشرف في الاحتجاجات ضد حرب فيتنام ، وسياسة التمييز العنصري انذاك في جنوب أفريقيا، وقد نجحت هذه الحركة النضالية الطلابية في تحقيق الكثير من الأهداف انعكست ايجابا على مسيرة العمل الجامعي في الجامعات الأمريكية.
وأظهر الحراك الطلابي ان اكثر من ٣٠ مؤسسة في الولايات المتحدة الأمريكية تملك وقفاً جامعياً، واستثمارات بأكثر من ٤٩٣ مليار دولار بحسب أرقام ٢٠٢٣.
ولقد ساهمت الاحتجاجات الطلابية في سحب استثمارات من الشركات التي تستفيد من الحرب ” الإسرائيلية ” على غزة. وادت إلى إلغاء جميع العقود مع الشركات التي تلعب ادواراً في الإبادة الجماعية المستمرة في غزة.
كما كشفت دور هذه الشركات في تزويد الكيان الصهيوني بالاسلحة والمعدات العسكرية، وفي كثير من الأحيان تحصل عليها “اسرائيل” كهدية من هذه الشركات كجرافات كاتربلر، وهي الجرافات التي يستخدمها الكيان الصهيوني في هدم الممتلكات والمباني الفلسطينية.
ولا شك في مدى اهمية دور طلبة الجامعات الأمريكية في عملية التغيير نظرا لمستوى الطلاب والعاملين فيها، فهي فاعلة ومؤثرة في صياغة
السياسات، وتحقيق التغيير، فطلابها هم الصفوة بين طلبة الجامعات، وخلفياتهم ومستقبلهم يؤشر على الدور الذي ينتظرهم في التغيير.
واخيرا فنحن في أمس الحاجة لان يكون لجامعاتنا الوطنية دورها في التأثير على السياسة الوطنية، نظراً لمستوى ما يتواجد ويعمل فيها من كفاءات بشرية، والدور الذي يجب أن يلعبه الشباب في بناء الوطن، وهو ما يفرض دعم الحراك السياسي داخل الحرم الجامعي، والسماح للعمل الحزبي ان يكون فاعلا بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، فالجامعة منارة علم، وانطلاقة تغيير من خلال مخرجاتها التي يكون لها الدور في كل مفاصل الحياة في الوطن