البَعث: الفِكرة، الايديُولوجيّة.. سُؤال يَتجَدَّد د. نضال عبد المجيد
البَعث: الفِكرة، الايديُولوجيّة.. سُؤال يَتجَدَّد
د. نضال عبد المجيد
توطئة
بعد ٧٧ عاما على أنعقاد المؤتمر التأسيسي لحزب البعث العربي الاشتراكي، والذي اعتُبر المولد الرسمي لهذه الحركة التاريخية الكبرى بعد مخاض طويل استمر قرابة السبعة اعوام، مثَّلَت مرحلة الإعداد لنشوئها. وفي هذه الأجواء النضالية المُفعمة بالإيمان الذي وقر في صدور البعثيين يوم أمنوا بهذه الفكرة الغراء، فأنتسبوا اليها، وتشربت ارواحهم من نبعها الصافي. ولقد تحولت هذه الفكرة الصاعدة في دنيا العرب بعد سنوات قلال الى حالة نهوض قومي، حيث اقترن الفكر بالنضال، فأثمرت هذه الحركة التاريخية، التي غيّرت مجرى التاريخ العربي منذ ولادتها.
كان من اهم النصوص الإرتكازية لفكر البعث هو محاضرة ذكرى الرسول العربي االتي القاها القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق في ٣ نيسان ١٩٤٣ على مدرج الجامعة السورية، والذي أفصح عن علاقة التلازم والترابط العضوي بين العروبة والاسلام، حيث قال في حديثة لمجلة أفاق عربية في نيسان ١٩٧٦، ان (خلاصة أفكاري وضعتها في هذه المحاضرة . (كما مثلت اهداف البعث في الوحدة والحرية والاشتراكية، والاستلهام العميق للتراث، الأساس النظري لحزب البعث العربي الأشتراكي، والذي تطور ونضج، بالعطاء الفكري لمنظري الحزب وقادته. وقد اشار الرفيق القائد صدام
حسين رحمة الله في عام ١٩٨٠(ان البعث ليس وسطا بين الشيوعية والرأسمالية وأنما هو نظام قائم بذاته). كما ان تطور فكر البعث، مقرونا بتجربة حكم البعث الوحدوية في العراق عام 1963 وبنظرية العمل البعثية التي افصحت عنها تجربة حكم الحزب في العراق ( ١٩٦٨- ٢٠٠٣ ) قد نقلت الفكرة البعثية الى مجال واسع وعميق من التطبيق ومستوى عال من السمو والإبداع. وفي ظل المتغيرات الدولية التي تسود في ظل النظام احادي القطبية، حيث تواجه الآيديولوجيات هجوماً كبيراً، فان السؤال المركزي الذي يطرحه البعض في هذا الشأن هو هل البعث فكرة ام ايديولوجية ؟.
في معنى الفكرة
اجمعت المعاجم اللغوية عل تعريف الفكرة بانها :)الصورة الذهنية لأمر ما، او هي إعمال الخاطر في أمر ما، والفكرة هي التصور الذهني أو الحصول على صورة شيء في العقل، ويرادفها المعنى، لان المعنى هو الصورة الذهنية. وهناك الفكرة المبطَّنة وهي التدبرالعقلي للأمور، والفكرة المستدركة، وهي فكرة أو تفسير او رد فعل يخطر على البال فيما بعد).
ويعرف البعض الفكرة على انها: كل ما يتردد على الخاطر من اراء بالتأمل والتدبر، ومايخطر في العقل البشري من اشياء او حلول او اقتراحات مستحدثة أو تحليلات للواقع والاحداث، فالفكرة هي نتاج التفكير، والتفكير هو أحد اهم ميزات النوع البشري. فقدرة الإنسان على توليد الأفكار تترافق مع قدرته على الإستنتاج والتعبير عن النفس. والأفكار هي ما يولد المصطلحات التي تشكل اساس أي نوع من انواع المعرفة سواء كانت نوعا من انواع العلوم او الفلسفة. أما الفكر او التفكير فهو مجموع العمليات الذهنية التي تمكن الأنسان من نمذجة العالم الذي يعيش فيه، وبالتالي يمكنه من التعامل معه بفاعلية اكبر لتحقيق أهدافه وخططه ورغباته.
هذا التعريف يقودنا الى ان فكرة البعث التي انبثقت في منتصف ثلاثينات القرن الماضي، بمقالة عهد البطولة للقائد المؤسس احمد ميشيل عفلق، وما تبعها من مقالات وضعت الأساس الفكري لحركة البعث، قرأت الواقع
العربي قراءة موضوعية، وشخَّصت اسباب التخلف والإنكفاء الحضاري الذي لحق بأمة العرب طيلة سنوات التردي والتخلي عن الدور التي اعقبت احتلال المغول لبغداد عام ١٢٥٨م، وما رافقها من احتلالات متعددة وصولاً لحالة التجزئة التي اعقبت الحرب العالمية الأولى، أثر اتفاقية سايكس- بيكو، عام ١٩١٦. وتأملت الواقع العربي المريض المكبل بالتجزئة والاستعمار وبطبقة سياسية من الحراس الذين اوكلهم أدارة شؤون الأقطار، رافق ذلك تفاوت طبقي لامثيل له، جلب معه الجهل والتخلف، والاستغلال، والقهر الأجتماعي.
كان تركيز البعث الأوّلي على الشخصية العربية، لأنها تحملت ما تحملت من سنوات القهر والإضطهاد فتحولت من شخصية فاعلة مبدعة الى شخصية سلبية، لامبالية يائسة، فكان لابد من أعادة الروح لهذه الشخصية، وبالتالي تكوين شخصية المناضل الذي سيُناط به حمل الرسالة كطليعة واعية في التضحية والأقدام. رافق ذلك اول مساهمة نضالية للبعثيين الأوائل، عندما أسسوا حركة نصرة العراق للمساهمة في حركة مايس ١٩٤١( سميت الحرب العراقية البريطانية او حركة رشيد عالي الكيلاني)، والتي رفع فيها البعثيون الأوائل شعاراً يقول ( ضحي برفاهك أياما تضمن السعادة لأمتك اجيالا). لتكون هذه المساهمة النضالية فاتحة لدور تاريخي اضطلع به البعث طيلة ٧٧ عاما بعد انعقاد مؤتمره التأسيسي، وتجربة نضالية وفكرية فذة كانت الأساس لحركة القومية العربية. فالتراكم الفكري من قادة ومنظري الحزب، وما ابدعته مؤتمرات الحزب القومية والقطرية من عطاء فكري ثر بلوَر وشكّلَ جراء ذلك، الآيديولوجية العربية الثورية.
في معنى الايديولوجية
يصف التعريف الأكثر تكاملا الايديولوجية أو علم الأفكار او العقيدة الفكرية، ، بأنها النسق الكلي للأفكار والمعتقدات والأتجاهات العامة الكامنة في أنماط سلوكية معينة، وبانها تساعد على تفسير الأسس الأخلاقية للعقل الواقعي، وتعمل على توجيهه، وكذلك على تبرير السلوك الشخصي، وإضفاء
المشروعية على النظام القائم والدفاع عنه. فضلا عن ذلك فان الايديولوجية اصبحت نسقاً قابلاً للتغيير استجابة للتغييرات الراهنة والمتوقعة سواء على المستوى المحلي او العالمي.
والايديولوجية، بما انها علم الأفكار، فقد اصبحت تستخدم في مجال علم الاجتماع السياسي تحديداً. وبالرغم من ان مفهوم الايديولوجية متعدد الإستخدامات والتعريفات الا انها في علم الأجتماع تعد نسقاً من المعتقدات والمفاهيم الخاصة (واقعية او معيارية) تسعى الى تفسير ظواهر أجتماعية معقدة من خلال منطق يوجّه ويبسط الأختيارات السياسية ويضع الاهداف الكبيرة لها على المستويين القريب والبعيد المدى.
ووفقاً لهذا الفهم للأيديولوجية التي تعني نسقا من المعتقدات التي تفسر الواقع، فانها تعني ايضا نسقاً يعكس الواقع، وهكذا كانت ايديولوجية البعث ، تفسيراً للواقع العربي وانعكاساً لآلامه وتحدياته وطموحاته. الا ان هناك ايديولوجيات اخرى في العالم لا تتسم بهذه الصفات لانها عبارة عن ( نسق يفسر بعض جوانب الواقع بعد تبسيطه تبسيطاً مخلاّ، وكذا نسق يشوه الواقع، بل ونسق يزيف الواقع للإنسان ويعمية عن رؤية واقعه بشكل صحيح ). لذا فليس كل الايديولوجيات سواسية ، فالايديولوجية تصلح أحيانا كدليل للسلوك الانساني، ولكنها لاتصلح احياناً اخرى، خاصة عندما تبتعد عن الفكر الموضوعي والعلمي.(١) ومن هنا فقد تميّزت ايديولوجية البعث في كونها اتسمت في دراسة الواقع العربي ووضع الحلول له بكل علمية وموضوعية .
الفكرة والآيديولوجية، لقاء وافتراق
بعد أن استعرضنا فيما سبق بيانه كلا من الفكرة والايديولوجية، نأتي الى لقائهما وافتراقهما وكما يلي:
أولا – أن اية أيديولوجية لابد ان تبدأ بفكرة، هذه الفكرة هي تأمل الواقع واستقرائه ثم وضع التصورات المناسبة لتغييره او للإرتقاء به.
ثانيا – تتحول الفكرة بمرور الزمن وبعد التراكم الفكري على معطياتها الى ايديولوجية، عندها تتحول الى عقيدة فكرية.
ثالثا – قيل ان الفكرة يمكن ان تتطور، بعكس الايديولوجية التي (ان لم تراعي متطلبات التغيير) يمكن أن تصاب بالجمود والتقوقع حول مفاهيمها، وتكون اسيرة لمصطلحاتها.
رابعا – الايديولوجية لابد في البداية أن تتكون مفرداتها من أفكار، يتبعها تأصيل هذه الأفكار. فبمرور الزمن أما ان تضمحل هذه الأفكار او تتجدد وتتطور تبعا لتغير الواقع، وبالتي تكتمل دورة هذه الافكار لتتحول الى ايديولوجية.
خامسا – قد لاتتطور الفكرة وتبقى تراوح في مكانها، فلا يمكن ان تتحول الى ايديدلوجية. لانها عندها ستفقد وهجها والمؤمنين بها.
هل البعث فكرة أم أيديولوجية
بعد هذا العرض السريع لكل من الفكرة والايديولوجية نأتي الى السؤال المحوري في هذا المجال، هل البعث فكرة فقط ام هو أيديولوجية متكاملة ؟
وهل بقيت فكرة البعث التي ولدت على يد القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق، بسلسلة مقالاته وأحاديثه المؤسِّسة لفكر البعث في الاربعينات، والتي اطرها فيما بعد دستور حزب البعث العربي الاشتراكي، كما هي؟ ام شملها التطور والتوسع بفعل العطاء الفكري والنضالي للقائد المؤسس ولمفكري الحزب وقادته، ولما احتوته مؤتمرات الحزب من تقارير مركزية وسياسية.
فقد أبدعوا فكرا أسهم بالشرح والتحليل لاهداف البعث في الوحدة والحرية والاشتراكية منذ ان عبرت عنها الكتابات الأولى للقائد المؤسس، فلو توقف العطاء الفكري عند حدود الكتابات الاولى، لبقيت الفكره عائمة في وسط هلامي، لكن استمرار العطاء الفكري، حوّل هذه الفكرة الى واقع تاريخي ونضالي حيّ، لذا نستطيع القول انها تحولت الى ايديولوجية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.
وبالرغم من الهجوم الشديد المستمر والمتواصل على الايديولوجيات في العالم، عندما رفعت الرأسمالية المتوحشة غداة انتصارها على الشيوعية، شعار “انتهاء عصر الايدلوجيات”، وشنت حملة واسعة عليها، متناسية انها هي نفسها (اي الرأسمالية) ايديولوجية كذلك. فان بعض الايديولوجيات باقية، ذلك ان ( الايديولوجيات ليست تخرصات وترهات، بل هي منظومة افكار ونظرة كلية للعالم، وهي لذلك السبب تصور فكري)(٢). وان اي محاولة للقفز على الايديولوجيات الحية المتطورة البعيدة عن الجمود ستبوء بالفشل الذريع.
ان الايديولوجية هي تعبير من تعبيرات الانسان الأجتماعي، كذلك تفعل بكل ماتعنيه الذات من مكونات وقدرات. فهي تعبير له خصائصه وتاريخه الى جانب تعبيرات اخرى تشبهه و لا تشبهه، وتفهمه كوجه من وجوه تفهم الذات وكيفية اشتغالها وفعلها في العالم. فالدليل والوقائع تشير الى ان عصرنا لم يشهد أطلاقاً أفول الايديولوجية، وأنما هو على تقدمه الكبير في علوم الطبيعة والتكنلوجيا وبعض علوم الانسان والعلوم الادارية مليء بالايديووجيات، ولاتوجد مشكلة عمومية فيه الا ولها جانب ايديولوجي (٣).
وبالقياس على ماتقدم ذكره، نستطيع القول ان فكرة البعث قد تحولت الى ايديولوجية، امتُحِنَت وأختُبِرت على أرض الواقع فانتجت نظرية العمل البعثية، كما انتجت مسيرة نضالية طويلة حيّة ومتجدِّدة.
ورغم ان هناك نظرة مترسخة لدى البعض من المثقفين من ان الايديولوجية بصورة عامة، هي رديف الجمود والتحجر، الا انه لا نستطيع ان نرى أيديولوجية البعث الا ايديولوجية متطورة. ومن جهة اخرى فهناك البعض الاخر الذي يعتقد ان الإنشغال بمواجهة تحديات الوجود التي تجابه الأمة، والبعث بوجة خاص، تفرض عليه التراخي في جانب الفكر والايديولوجية، هنا نقول، ماذا يبقى من اي حزب بلا ايديولوجية هادية لنضالِه تكون دليل عمل موجِّه ومنظِّم ومقوِّم لمسيرته نحو بلوغ اهدافه الاستراتيجية، سوى حالة شكلية ستذوي بمرور الزمن.
لقد أثبتت مسيرة السنوات ال٧٧ الكبيرة منذ انعقاد المؤتمر التأسيسي الأول للحزب، ان البعث حالة واقعية وليس فكرة طوباوية، فهو فكرة متطورة متفاعلة مع الزمن وأحداث العصر، وتستشرف مستقبلاً زاهراً. فقد تطورت النظرة الى كيفية تحقيق الوحدة العربية، وماهي الحرية والديمقراطية التي يراها مناسبة للأمة، وماهو مضمون الاشتراكية، وغير ذلك. كل ذلك يقودنا الى ان ايديولوجية البعث تتطور، وينبغي ان تستمر في تطورها من خلال تفاعلها الحي مع العصر ومتطلباته، لتعطي في كل مرحلة زمنية محتوىً فكرياً ونضالياً يجابه التحديات والمشكلات التي تعترض طريق الأمة ونهوضها باقتدار.
لقد واجهت فكرة البعث وأيديولوجيته بقوة وكفاءة، الحركات والفكر الذي لا يؤمن بالامة العربية وهويتها القومية ودورها، فقد واجهت الحركات السياسية المتسترة بغطاء الدين، والتي استغلت العواطف الدينية للإنسان العربي لبث افكارها الرجعية والمتخلفة والتي تريد ان تبقي العقل العربي مشدوداً الى ماضٍ سحيق تبدلت به احوال الناس. ليعيش صراعات الماضي ويستجلبها للحاضر، فتزيد الأمة انقساماً على ما هي عليه من انقسام مقيت وقاتل.
كما واجه البعث الموجات الاستعمارية العنصرية الجديدة ومشاريعها ضد الامة العربية تحت غطاء الدين فنقول ان ايدلوجية البعث وفكره القومي هو الذي انتصر على الخمينية وتتوج ذلك عام ١٩٨٨في القادسية الثانية.
كما واجه البعث بأفكاره وأيديولوجيته الفكر الماركسي اللينيني، الذي جعله المركز السوفيتي السالف الأثر، وسيلة لنشر الفكر الشيوعي ( النابع من والمعبِّر عن واقع غير الواقع العربي) في اوساط المواطنين العرب، والمثقفين منهم بشكل خاص. واجهه فكرياً ونضالياً ومبدئياً، واليوم نسأل اين اصبحت الاحزاب الشيوعية العربية. فقد انحسر اثرها وتأثيرها في الحياة السياسية العربية.
التفاعل الحي مع العصر ضرورة حتمية لدوام الايديولوجية
ان العودة الى الأصول لاتعني الانغلاق ولا الجمود، بل تقتضي منا اليوم ان نواصل التفاعل الحي مع الحاضر، وان نضع محتوى مرحلياً يواكب متطلبات تحديات العصر الكبرى، ويسابق الزمن، ويستشرف المستقبل بأفاقه الرحبة، على ان يكون كل ذلك مستنيراً بالفكر المستند الى الدعائم المؤسِسة لفكر البعث وايديولوجيته.
وبالرغم من النقد الموضوعي واللاموضوعي، الذي واجه الفكر القومي وأيديولوجيته، الا انه ” ينبغي التمييز دوماً بين النقد العقلاني للايديولوجية، وبين نقدها من مواقع تتحكم بها دوافع عاطفية كالخيبات، او الهزائم، او تجارب كفاحية معينة، او إعتبارات تمويهية لدعم سيطرة الأقوى. فالنقد العقلاني للايديولوجية يتأسس على الإعتراف بوجودها الفعلي ويتناول أسباب وجودها ووظائفها وانواعها وتحولاتها” (٤).
نستخلص مما تقدم ان رؤية القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق بأن البعث حركة تاريخية تعمل لمئات السنين ليس حلماً او نظرة طوباوية للواقع، وان الوحدة والحرية والأشتراكية اهداف استراتيجية تلبي حاجات وحقائق موضوعية، فتاريخية البعث تتجسَّد في دعوة المناضلين بأن يستمر عطاءهم ونضالهم مهما بلغت التضحيات. لأن الأمة تتأمل منا، وليس من غيرنا، ان نحدو بها نحو شاطيء الأمان، والغد المشرق.
الهوامش
____
١. عبدالوهاب المسيري، كيف نفهم مصطلح الايديولوجية في سياقنا العربي، مدونة الجزيرة نت، ٢٥ / ١ /٢٠١٨
٢. عبدالالة بلقزيز ، الدولة في الفكر الاسلامي المعاصر، مركز دراسات الوحدة العربية،ط٤، ٢٠١٥، ص ٢٦٤
٣. ناصيف نصار، التنبيهات والحقيقة، مركز دراسات الوحدة العربية، ٢٠١٩، ص١٢١.
٤. ناصيف نصار، الديمقراطية والصراع العقائدي، الشبكة العربية للابحاث بيروت، ٢٠١٧، ص١٣