” طليعة لبنان ” : ننظر بايجابية الى كل من يدعم ويساند فلسطين وقضيتها عملية الرد الايراني تمت ضمن قواعد الاحتواء بضبط ايقاع اميركي
” طليعة لبنان ” : ننظر بايجابية الى كل من يدعم ويساند فلسطين وقضيتها
عملية الرد الايراني تمت ضمن قواعد الاحتواء بضبط ايقاع اميركي
اكدت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، ان عملية الرد الايراني كانت عبارة عن مناورة بالذخيرة الحية بين النظام الايراني والعدو الصهيوني وهي تمت ضمن قواعد الاحتواء بضبط ايقاع اميركي.
جاء ذلك في بيان للقيادة القطرية للحزب في مايلي نصه.
بعد اكثر من اسبوع على الصخب السياسي حول طبيعة وحجم الرد الايراني على استهداف “اسرائيل” للقنصلية الايرانية في دمشق والتي ادت الى مقتل عدد من المسؤولين العسكريين والامنيين الايرانيين ، اقدمت ايران على تنفيذ عملية عسكرية بعد منتصف ليل الاحد الرابع عشر من نيسان عبر اطلاقها مسيرات وصواريخ بعيدة المدى باتجاه فلسطين المحتلة . ومع التباين الحاصل في تقييم النتائج الاولية لهذه العملية فان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي وبعيداً عن االبروبغندا الاعلامية التي سبقت العملية العسكرية وواكبت لحظات اطلاقها فأنها تؤكد على مايلي :
اولاً، انطلاقاً من ادراك الحزب لطبيعة الكيان الصهيوني التوسعية والاستيطانية ، والوظيفة المناطة بهذا الكيان في خدمة المشروع الاستعماري الاشمل الذي يستهدف الوطن العربي برمته ، فإن أي موقف ، سياسياً كان او عسكرياً ، يستهدف هذا الوجود الصهيوني وينتصر للحق الوطني الفلسطيني ، هو موقف تنظر اليه القيادة القطرية للحزب بايجابية . لكن القيادة القطرية وهي تقدر مواقف الذين يؤيدون ويدعمون حق شعب فلسطين على مستوى الموقف والممارسة باعتبار ان قضية فلسطين بقدر ماهي قضية وطنية وقومية بامتياز هي قضية انسانية ضد كيان عنصري يمارس سياسة “الابارتهايد” ، فإنها تميز بين مواقف من ينتصر لقضية فلسطين من موقع الالتزام الوطني والقومي والانساني ، وبين من يعلن مواقف مؤيدة من موقع الاستثمار بهذه القضية خدمة لاجندة مشروعه الخاص على مستوى الاقليم ، وهذا ماينطبق على حقيقة موقف النظام الايراني . وحبذا لو كان موقفه صادقاً في التزامه بقضية شعب فلسطين ، لانه لو كان كذلك ، لما اقدم على إعْمال معاوله في تدمير بنيات مكونات وطنية عربية التي تمتد من بغداد الى دمشق وبيروت وصنعاء وحيث وصلت امداءات تغوله في العمق القومي واضفى على وجوده في هذه العواصم طابع السيطرة والاحتلال .
ثانياً ، ان المقدمات التي سبقت العملية العسكرية الايرانية ، اظهرت بما لايقبل الالتباس ، بأن هذه هذه العملية التي كانت معروفة بتوقيتها ومداها ،وباتت على كل شفة ولسان ، انما هي عملية تمت ضمن مايعرف بقواعد الاحتواء بضبط اميركي واضح لايقاعها. وهذا ما يعيد استحضار مشهدية الرد الايراني سواء كان (مباشراً او غير مباشر) على عملية مقتل قاسم سليماني يوم تم الاتفاق المسبق بين ايران واميركا على جغرافية وحدود ومستوى الرد ، وذلك باعتراف ايراني واميركي صريح .
ثالثاً ، في التقييم الاولي لنتائج هذه العملية ، فإنها كانت عملية مناورة بالذخيرة الحيّة بين العدو الصهيوني والنظام الايراني . فالاول اختبر فعالية مايسمى بالقبة الحديدية ، والثاني اختبر مدى وصول مسيراته وصواريخه ، وان الطرفين بدءا يصوران انفسهما بانهما خرجا رابحين من هذه المناورة .
رابعاً، ان التوافق الاميركي – الايراني الذي استطاع ابقاء العمليات العسكرية على الاطراف سواء على الحدود اللبنانية الفلسطينية او على شواطئ البحر الاحمر ضمن ما اصبح يعرف بقواعد الاشتباك تحت السقوف المرسومة ، اختبر مجدداً في الاشتباك الاسرائيلي – الايراني الذي ادير ضمن قواعد الاحتواء.وهذا يرتبط ببعد الدور الاميركي الذي يعمل على اعادة تشكيل نظام اقليمي تكون “اسرائيل” وايران وتركيا واثيوبيا من بوابة امنه المائي من مرتكزاته الميدانية .
خامساً، اذا كانت “اسرائيل” والنظام الايراني قد خرجا رابحين كل من وجهة نظره من هذه المناورة وعبر تبادل الرسائل بالنار ، فإن الخاسر الاكبر هو شعب فلسطين المحاصر بضغط العدوان التدميري والتجويع والتدمير في غزة والاعتقالات والاغتيالات في الضفة الغربية والقدس ، كما محاصرته بالنتائج التي تترتب على استمرار النظام الرسمي العربي في تخاذله وتواطئه واستمراره في عمليات التطبيع كما تلك المترتبة على نتائج الاستثمار بهذه القضية والموقف الايراني نموذجاً عبر الياته التي يعتمدها وهي باتت عبئاً يضاف الى مايعاني منه شعب فلسطين من واقع ضاغط على الصعد العسكرية والسياسية والاجتماعية والمعيشية.
ان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، وهي تحيي مقاومة شعب فلسطين وصموده ، وهو يدخل شهره السابع من المواجهة المفتوحة مع العدو الصهيوني ، تدعو لان يكون اي دعم يقدم لشعب فلسطين ومقاومته ، دعماً نابعاً من التزام عميق بالقضية الفلسطينية بما هي قضية تحرير للارض من الاغتصاب وتمكين شعب فلسطين من تقرير مصيرة بحرية وبعيداً عن كل اشكال الاستثمار او اية وصاية دولية او اقليمية.
ان القيادة القطرية التي تكبر بجماهير فلسطين صبرهاوصمودها وتضحياتها ، تدعو قوى المقاومة على اختلاف طيفها السياسي والفصائلي الى الارتقاء بعلاقاتها الى مستوى الوحدة الكفاحية ، باعتبار هذه الوحدة هي نقطة الارتكاز وعامل القوة اللذين يبقيان الواقع الفلسطيني المقاوم عامل استعصاء على كل محاولات الاحتواء او التوظيف في غير خدمة القضية الفلسطينية.
القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
بيروت في ٢٠٢٤/٤/١٤