مقالات

هيفاء غزة تفتش عن جثة أمها – حسن خليل غريب

هيفاء غزة تفتش عن جثة أمها
في 4 نيسان 2024 حسن خليل غريب
بالأمس على التلفاز شاهدت طفلة من غزة
تفتش على مفارق الجثث عن جثة أمها
والجثث مشوهة الوجوه
ممزقة الثياب
وصرخت هذه هي أمي
هذا هو شعر أمي
*
ذكرتني الطفلة الكليمة بـ(هيفاء موسى) ().
التي انتظرت أهلها على مفرق تل الزعتر
وهذه هي (هيفاء فلسطين) الآن
تنتظر الأموات على مفارق (تلال غزة).
هيفاء غزة تفتش عن جثة أمها
على مفرق أكداس الجثث
جثث مشوًّهة الوجوه
لكنها صاحت لقد وجدتها:
هذا شعرها بالتأكيد
أنا شممت رائحتها فيه
*
انتهت حكاية هيفاء، وهي حكاية من آلاف الحكايات
وابتدأت حكايتي مع المأساة
جمَّدني المشهد ولا أملك مأ اقدمه إليها غير البكاء
وليس بمقدرتي أن أقدم إليها نتفاً من الشعر
ماذا أفعل وأنا لست بشاعر
يا (هيفاء غزة) التي تنتظرين أمك بين الجثث
بكيت يا طفلتي وأنا بحاجة إلى من يبكي معي
تعالي أضمَّك إلى أضلعي
بأي ذنب قُتلت أُمُكِ
فيا أمتي للطلفة اسمعي
لن ينتهي الحزن في عيونها وعيوني
سقط المنزل على جثتها بمدفع صهيوني
طاحونة الموت عنده لن تتوقف
صراخ وإسعاف ومسعفون بين الدمار
تتكاثر الجثث ويتعالى الغبار
وتغيب صفارة إسعاف لتأتي صفارة أخرى
أصوات سيارات الإسعاف تتواصل
وحبل الموت والأشلاء يطول
لمن تنادي، ولمن تقول
ساعة بعدها ساعة، ويوم بعده يوم، وأسبوع وراءه أسبوع
يا موسى ومحمداً ويسوع
أطفال غزة، ونساء غزة، وشيوخ غزة
موت على موت، وجوع على جوع
يتامى ولطامى وأيامى، وأم مكلومة، وأب مفجوع
شهر وراءه شهر، لا تنتهي الأيام
وطاحونة الموت تعوي وتعوي، وآلام من وراءها آلام
يا أمتي هزِّي إليك بجذع طوفان
تساقط ثورة وبركان
إبليس بني صهيون لن ترويه أعداد الجثث
شهوته للقتل تفوق شهوة دراكولا
كلمات من تكلموا عبث يا أمتي،
عبث وألف عبث
قلبه في طلقة من بندقية
أو في صاروخ عابر
أنيابه كأنياب وحش كاسر
كلمات استنكارنا لن تردعه
ولا كلمات مصنوعة من أسف
وصاوخٌ لن تردعه دمعة
فالحاكم فينا سيء السمعة
لن أبلسم جرحك العميق
حتى أمتي من نومها تستفيق
فهل تستفيق؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى