حرب السلطة والامتيازات: موت وانتهاك ونزوح تحت عنوان الكرامة والديمقراطية!!! خالد ضياء الدين -الخرطوم
حرب السلطة والامتيازات:
موت وانتهاك ونزوح تحت عنوان الكرامة والديمقراطية
خالد ضياء الدين
سماها البرهان حرب عبثية، وقال عنها حميدتي حرب المنتصر فيها خسران، أما الفلول فسموها حرب الكرامة.
برهان وحميدتي معترفين بعبثيتها وخسارتها أما الفلول فسايقين الناس بالخلا بشعارات ملؤها العنصرية والجهوية.
برهان ضاقت به الخرطوم بما وسعت فنزح بحكومته إلى بورتسودان ويتابع سقوط حاميات الجيش في غرب البلاد ووسطها ولا يأمن من وصول القتال إلى نهر النيل والشمالية، وهناك مقولة لقائد الدعم السريع جرت على لسانه في أول لقاء له في (اسكاي نيوز) بأنه مع السلام والحوار حتى إذا وصلت قواته حدود بورتسودان ب “2” كيلو متر، وهذا معناه أن الرجل عيونه على بورتسودان وإن وصول قواته لحدودها مسألة وقت ليس إلا.
▪️فشلت “حتى الآن” مفاوضات جدة كما فشلت الإيقاد ولقاءات جوبا السابقة، في التوصل لإيقاف الحرب برغم إظهار الدعم السريع رغبته في الحوار ولكن يبدو أن قائد الجيش موعود بدعم قد يقلب الموازين لصالحه، رغم تبدد فرضية الحسم العسكري، وإما أن يكون ركوب الرأس والسعي وراء إرضاء رغبات الفلول هي التي تمنعه من التقدم خطوة باتجاه الحوار المفضي لوقف الحرب، وبلا شروط، وبذلك يكون قائد الجيش عمليا قد اصطف مع جماعة البل والكنس والمسح تاركا الفضاء الإقليمي والدولي مشرعا أمام جولات قائد قوات الدعم السريع حميدتي.
أكثر من “33” الف مبنى تهدم في عاصمة البلاد، وأكثر من “3” ألف مواطن مدني أعزل تم اغتيالهم إما بيد الجيش أو قوات الدعم السريع ماتزال عظام بعضهم ملقاة على الشوارع بعد أن شبعت من لحومهم الكلاب والقطط، كذلك هناك أعداد من المدنيين الأسرى في سجون الفصيلين المتقاتلين مصيرهم غير معلوم، وتخريب شبه شامل ومتعمد للبنية التحتية(طرق/كهرباء/مياه/جسور، مصانع، مستشفيات ،…..إلخ)كل ذلك الموت والدمار لم يجعل قادة الحرب وقواها يفكرون بشكل جاد في إيقافها. وهنا لا نتحدث عن عشرات الآلاف من الجنود القتلى نتيجة هذه الحرب (العبثية المدمرة الخاسرة) والمستمرة بأمر حفنة لايهمها أن يفنى ثلث الشعب ليستقر لهم الحكم.
عشرات بل الآف الجثث لجنود من الجيش والدعم السريع ملقاة أو تم قبرها كيفما اتفق في الأسواق والميادين وحتى داخل المنازل والمشافي وغيرها، تعفنت وتحللت من أجل حرب (الكرامة).
كيف تكون حرب كرامة وهي لا تكرم موتاها ولو بدفنهم بشكل لائق..كيف تكون حرب كرامة وهي بين فصيلين عسكريين سودانيين أحدهم خرج من رحم الآخر.؟!
إنها حرب بلا وازع أخلاقي وبلا قيم ولا أهداف تستحق كل ذلك الدمار والتشريد وارجاع السودان أكثر من “50” عام بعد تدمير المصانع والمشافي ومؤسسات الدولة، حرب ملأت أفواه الأطفال بالحنظل بدلا من الحلوى وأخرجت النساء من المنازل الآمنة إلى المجهول وحطمت كرامة الرجال وجعلت وحدة البلاد واستقرارها في مهب المطامع الدولية والإقليمية .
حرب لابد أن تختم بحوار مباشر وغير مشروط بين قادة الجيوش وقوات الدعم السريع لإنهائها ووضع حد لمعاناة السودانيين.
أما دورنا كقوى وطنية، سياسيين ونقابيين ومكونات ديمقراطية واتحادات ولجان وناشطين مهتمين بالهم العام فلا بد من تحريك الساكن لصالح تقريب وجهات النظر لإعلان برنامج متفق عليه يلتقى حوله كل مؤمن بالعدالة والسلام والحكم الديمقراطي المعبر عن إرادة شعب السودان المستقلة.
لابد من علو صوت السلام على طبول الحرب وهتافات الموتورين من عشاق الكراسي والتلسط على الشعب.
مهما طال الظلم سينقشع ظلامه..ومهما اختلفنا يظل الإتفاق حول وقف الحرب وتجنب بلادنا ويلاتها ممكن ودونه تتجاوز التباينات بالوحدة والتنسيق الميداني ولابد منه ومدعاة لأن نبشر ونشتبشر به رضي من رضى وأبى من أبى فلا خير فينا إذا تركنا الوطن نهبا لتجار الحرب وسماسرتها، ولم نعمل من أجل وحدة قوى الثورة لنعمل جميعا من أجل عودة النازحين والمهجرين وبناء مادمرته الحرب.