كلمة_الهدف استمرار الحرب يتسبب في أكبر كارثة إنسانية
#كلمة_الهدف
استمرار الح-رب يتسبب في أكبر كارثة إنسانية
بعد 15 شهرا من بدايتها، أسفرت ح-رب 15 أبريل 2023م عن أكبر كارثة إنسانية على مستوى العالم، بما سببته من قتل فوضوي جماعي وفردي، ونزوح داخلي لأكثر من 8 مليون مواطن، ولجوء أكثر من 2 مليون مواطن لبلدان الجوار السوداني، وتدمير شامل ومتعمد للاقتصاد الوطني وبنيته التحتية التي تكونت من عرق الشعب وكدحه، ونهب وتهريب لموارده وثرواته. جاءت الأمطار والسيول والفيضانات هذا العام لتكمل فصول المأساة المطبقة على رقاب الشعب المغلوب على أمره، في ظل غياب تام لأي سلطة مسؤولة تعنى بأمره.
فقد غطت السيول والفيضانات 11 ولاية من ولايات البلاد، حيث تأثرت بها بشكل أكثر ولايات غرب دارفور (محلية فور برنقا)، ونهر النيل (محلية أبو حمد)، والشمالية (محلية مروي، وادي حلفا)، والبحر الأحمر (مدينة بورتسودان)، وكسلا والقضارف. نتج عنها تدمير نحو 15 ألف منزل، وتشرد أكثر من 22 ألف مواطن، فضلا عن انقطاع طرق رئيسة وحيوية، انعزلت بموجبها عدة مناطق بمواطنيها الذين هم في أمس الحاجة للمساعدات. فيما يعجز ثلثي المواطنين عن تلقي الخدمات الطبية والعلاجية، حسب تقارير منظمة الصحة العالمية، إضافة إلى نقص الغذاء والعجز عن عدم الحصول على السلع الضرورية جراء انعدامها أو ارتفاع أسعارها بمتوسط 4 أضعاف.
تأتي هذه الكارثة وطرفا ملهاة تدمير البلاد وتعذيب العباد، في غيهما سادرين، فلا يحركهما ما أصاب ويصيب الشعب من مصائب وويلات، ما بين القصف العشوائي بالمدفعية الثقيلة، وحصار المدن والقرى، أو اجتياحها الذي تقوم به قوات الدع-م الس-ريع كما في الفاشر وأمدرمان والنيل الأبيض وسنار والجزيرة ونهر النيل، وبين البراميل المتفجرة التي لا يلقيها طيران الجيش إلا على رؤوس المدنيين الأبرياء، كما هو الحال في الفاشر ونيالا والمناقل والعلقة وغبيش والخوي والقطينة ومعسكرات زمزم وكلمة.. إلخ.
لقد كشفت السيول والفيضانات عن كارثة مضافة للكوارث المألوفة، في ظل عدم وجود سلطة بالبلاد منذ انقلاب 25 أكتوبر الدموي المشؤوم؛ حيث ظهرت الألغام على بعض الطرق السفرية، وحيث الانهيار البيئي غير المسبوق في كل المناطق، ما بين الجثث التي تناثرت بسبب القتال منذ بدء الح-رب، وركام النفايات وبرك المياه الآسنة، وحطام المنازل والمنشآت والسيارات والمعدات العسكرية، وحتى اختلاط مصادر المياه بمواد التعدين الكيميائية السامة التي جرفتها السيول. كما فقد المزارعون محصولهم من الخضروات والحبوب والتمور.
لقد تضاعفت عذابات ضحايا الح-رب من نازحين ولاجئين، بعد أن طمرت المياه دور الإيواء والمدارس التي كانت تحتمي بها هذه الأسر، فوجدت نفسها تحت المطر ووسط البرك. وليس من دليل أوضح من مأساة معسكر أولالا الإثيوبي للاجئين السودانيين، ودور الإيواء في مدينة كسلا، والأحوال في معسكرات دارفور وتشاد، والمدنيين المحاصرين في مدينة الفاشر.
هذا الواقع المأساوي المرير يجعلنا نصرخ وبالصوت العالي في وجه طرفي الح-رب العبثية اللعينة، بوقفها اليوم قبل الغد وكفى استهتارا بمصير هذه البلاد وشعبها النبيل، الذي لا يستحق ما يحدث له بسببهما وبتغليب مصالحهما الضيقة.
كلمة الهدف
حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)
2024/8/9