أخبار وتقارير

وقفة امام مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيروت ، ورفع مذكرة حول اوضاع الاسرى والمعتقلين في فلسطين والعراق.

وقفة امام مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيروت ،
ورفع مذكرة حول اوضاع الاسرى والمعتقلين في فلسطين والعراق.

بعد تفاقم اوضاع الاسرى والمعتقلين في السجون والمعتقلات في فلسطين المحتلة والعراق من جراء الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان من قبل العدو الصهيوني وحكومة العملية السياسية التي افرزها الاحتلال الاميركي للعراق نظمت ظهر يوم الخميس ٢٤ تموز وقفة امام مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيروت، شارك فيها ممثلو الدائرة القانونية ولجنة المحامين في الحزب وتجمع المراة اللبنانية والمؤسسة الوطنية الاجتماعية وممثلين عن هيئات اجتماعية لبنانية وفلسطينية ، وقد رفع المشاركون يتقدمهم الرفيق محمود ابراهيم عضو القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي والسيدة الهام مبارك مسؤولة تجمع المرأة اللبنانية مذكرة باسم الهيئات المشاركة الى حضرة رئيسة اللجنة الدولية للصليب الاحمر السيدة مريانا سبولياريتش ايغر ، تتناول اوضاع الاسرى والمعتقلين في فلسطين والعراق في ظل حرمانهم من ابسط الحقوق والضمانات التي كفلتها المواثيق الدولية ذات الصلة ، طالبين التدخل السريع لانقاذ حياة من تتهددهم مخاطر استمرار الاسر والاعتقال منذ امآدٍ طويلة .
وفي مايلي نص المذكرة :

جانب رئيسة اللجنة الدولية للصليب الاحمر

السيدة ميريانا سبولياريتش أيغر المحترمة

مذكرة

حول انتهاكات حقوق الاسرى والمعتقلين في العراق وفلسطين

بعد التحية

إن اعلانكِ في التاسع عشر من كانون الاول ٢٠٢٣ بأن الصراع في غزة يمثل “فشلاً اخلاقياً للمجتمع الدولي”، مازال صداه يتردد في انحاء المعمورة من جراء الانتهاكات الخطيرة لاحكام القانون الدولي الانساني بسبب عدم احترام “اسرائيل” لقوانين الحرب. وهذه الصرخة المدوية اطلقتيها والحرب كانت في شهرها الثالث، واليوم ينصرم عقد الشهر العاشر وآلة الحرب ماتزال تحصد ارواح البشر وتدمر الحجر وتحرق الشجر في تنفيذ لحرب ابادة جماعية لم يشهد التاريخ مثيلاً لها.
ان هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان وعلى فظاعتها ، لم تقتصر على مايتعرض له اهل غزة من قتل وتشريد وتهجير وتدمير لكل مقومات الحياة وحسب ، وانما يشمل كل مايتعرض له الفلسطينيون من جانب “اسرائيل” بما هي سلطة قائمة بالاحتلال في الضفة الغربية والقدس من تصفيات جسدية واعتقالات ، بلغت الالاف فضلاً عن المعتقلين السابقين لبدء الحرب على غزة.

واذا كانت انظار العالم منشدة هذه الايام الى ما يتعرض ابناء شعب فلسطين في غزة وسائر اراضي فلسطين المحتلة لانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان ، الا انها ليست المكان الوحيد الذي يسجل فيه انتهاك لهذه الحقوق ، وخاصة بالنسبة للاسرى والمعتقلين الذي اسبغت عليهم المواثيق والعهود والاتفاقيات الدولية الحماية ، من اتفاقية جنيف الرابعة الصادرة عام ١٩٤٩الى اتفاقية روما التي انشئت بالاستناد الى احكامها المحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة من يثبت انتهاكه لاحكام القانون الدولي الانساني، حيث ان مناطق اخرى من العالم ترتكب فيها جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ، ويتعرض فيها الاسرى والمعتقلون لابشع انواع التعذيب والحرمان من الضمانات القانونية التي اوجب القانون الدولي تطبيقها على من هو مشمول بحمايتها. ومن بين هذه المناطق تبرز حالة العراق كواحدة من الحالات التي تنتهك فيها حقوق الانسان ولا تحظى بالاهتمام من الهيئات ذات الصلة منذ غزوه واحتلاله وتدمير دولته الوطنية.
لقد تعرض ابناء العراق في بدايات الاحتلال لابشع انواع التنكيل والتعذيب ، والمشاهد التي خرجت من سجن “ابو غريب” ، ووقف العالم على الاسلوب الذي تعاملت به اميركا بما هي دولة قائمة بالاحتلال مع الاسرى والمعتلقين ، شكلت وما زالت تشكل ، وصمة عار في تاريخ من يدعي احترام حقوق الانسان وخاصة حقوقه الاساسية في حرية الرأي والتعبير وتلك اللصيقة باحواله الشخصية كما الحقوق التي تؤكد على حق الشعوب في مقاومة الاحتلال وحق تقرير المصير.

لقد مارست اميركا ابان احتلالها العراق ، ابشع مايمكن تصوره من انتهاكات لحقوق الانسان ، من الاعتقالات العشوائية الى المحاكمات الصورية التي افتقرت الى ابسط المعايير الدستورية والقانونية والشرعية ، واصدرت احكام الاعدام بحق من هم مشمولين بالحصانات الدستورية ، وقد تجاوز عدد الذين نفذت بحقهم احكام الاعدام واولئك المفقودين والمختفين قسراً والذين تمت تصفيتهم بسبب ارائهم السياسية او لاشغالهم مواقع في ادارة الدولة وموسساتها عشرات الالوف. والامر لم يقف عند هذا الحد من التعسف الذي مارسته سلطات الاحتلال، بل تمادى الامر ليطال لقمة العيش عبر اقدام السلطة التي اقامها الاحتلال على فصل مئات الالوف من وظائفهم ، وسن تشريعات تجيز الاعتقال على الشبهة واخضاع المعتلقين لكل صنوف التعذيب المادي والمعنوي ، كما حرمان هولاء المعتقلين الذين يبلغون الالاف ومنهم من هو في “المركز القانون لاسير الحرب” ، من الضمانات وكل اشكال الحماية التي نصت عليها احكام القانون الدولي الانساني.

صاحبة السعادة

ان قضايا حقوق الانسان التي اسبغ القانون الدولي عليها حمايته ، هي قضايا تشكل بمجوعها منظومة عضوية متكاملة ، واي انتهاك لها من اية جهة ارتكبت واياً كانت جنسية المنتهكة حقوقه وخاصة الاسرى والمعتلقين ، توجب التدخل الحكمي من المرجعيات والهيئات التي ينعقد الاختصاص لها من اجل التحقق والملاحقة والمحاكمة لمن يثبت ارتكابه انتهاكات لحقوق الانسان وخاصة في زمن الحروب او تلك التي تتولد عنها.
واذا كان الاف الاسرى والمعتقلين الفلسطينين يعيشون تحت وطأة معاناة شديدة ، فإن الامر نفسه ينطبق على وضع الاف الاسرى والمعتلقين في السجون والمعسكرات العراقية ، وهم محرومون من ابسط الحقوق الضمانات الانسانية وحياة العديد منهم مهددة بالخطر ، وقد مضى على اعتقال بعضهم اكثر من عشرين سنة كما مصير بعضهم مازال مجهولاً . ولذا فإنه بقدر ماهو مطلوب التدخل السريع لاجل توفير الحماية للاسرى والمعتلقين في سجون ومعسكرات الاحتلال الاسرائيلي ، فإن القضية التي تتعلق بواقع الاسرى والمعتلقين العراقيين ، هي واحدة من القضايا التي تتطلب ايضاً تدخلاً سريعاً من اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي باعتبارها من اكثر المنظمات الانسانية التي تحظى بالاحترام والمعترف بها على نطاق واسع في العالم ، وهي المعنية بشكل اساسي والمكلفة بموجب القانون الدولي بما في ذلك اتفاقيات جنيف بحماية ضحايا الصراع المسلح وغيره من اشكال العنف ، كجرحى الحروب والسجناء والنازحون قسراً وغيرهم من غير المقاتلين. وهو ماينطبق على واقع الاسرى والمعتلقين في السجون العراقية من جراء الاحتلال الاميركي وما افرزه من نتائج ، كما على كل الذين يواجهون اوضاعاً مماثلة او اكثر حدة وعنفاً كما هو حاصل في فلسطين المحتلة.

صاحبة السعادة

ان الصرخة التي اطلقتيها ، معتبرة “ان الصراع في غزة يمثل فشلاً ذريعاً للمجتمع الدولي” ، ينتظر الاسرى والمعتقلون في السجون والمعتقلات العراقية صرخة مماثلة ، لان الحالتين متشابهتين لناحية الاهداف الكامنة وراء الاسر والاعتقال والتمادي في انتهاك الاحكام الاساسية للقانون الدولي الانساني. ولان لا ملاذ للجوء اليه لحماية من تتهدد حياتهم الاخطار من جراء الاسر والاعتقال سوى اللجنة التي تتشرفون برئاستها.

اننا ، كهيئات معنية بالدفاع عن حقوق الانسان في زمن السلم واكثر منه في زمن الحروب نناشد اللجنة الدولية للصليب الاحمر عبر شخصكم الكريم للتدخل من اجل انقاذ حياة الذي تتهدد حياتهم مخاطر استمرار الاسر والاعتقال في فلسطين والعراق والحرمان من ابسط الضمانات التي كفلتها المواثيق الدولية ،وكلنا ثقة بأن نداءنا سيجد الاستجابة من لدنكم ، مع وافر احترامنا وتقديرنا للدور الذين تؤدونه في خدمة الانسانية وخاصة لجهة فرض القواعد الآمرة لاحترام قوانين الحرب.

الدائرة القانونية ولجنة المحامين في حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي

اللجنة الاجتماعية في تجمع المرأة اللبنانية

لجنة الخدمات الانسانية في المؤسسة الوطنية الاجتماعية

بيروت في ٢٠٢٤/٧/٢٥

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى