سيظلُّ يحملني الحنين إلى العراق-محسن يوسف
سيظلُّ يحملني الحنين إلى العراق
أُلامُ لأنَّني اخترتُ العراق
بعد أن سادَ في بلدي النِّفاقْ
وقد عُشْتُ ظلَّ الفقر ردحاً
وصار الظلمُ عندنا لا يُطاقْ
وجدتُ بارضهِ للعُرْبِ حُضناً
تجلَّى بدفءِ الرفاق العتاقْ
عزمتُ الرحيلَ لارضِ السَّواد
عقدتُ مع نفسي الابية إتفاق
أمامي شرِّعتْ آفاق علمٍ
وفيه وجدتُ سرَّ الإنعتاق
تعزَّز فيضُ وجداني وفاءً
حينًا دخلتُ عرين الرفاق
شربتُ من دجلة الخير عزاً
وعذبُ الفراتِ سبيلاً يُذاقْ
وحينما عدتُ لميدان اهلي
وجدتُ الأرض تشكو الإحتراق
بعدوانٍ يدمّرُ أرضَ الجنوبِ
وسيلُ الدماء بارضٍي مُراق
وأهلي يعانون جورَ الغزاة
ومن ظلمٍ على قدمٍ وساق
وأمٌّ تئنُّ بلهفة شوقٍ
تعاني العذابَ ومُرَّ الفراق
تُرا ها ما تهنَّت في قدومي
وقد حُرمت من الإبن العناق
وحسرتها مع الإيام زادت
طريق النضالِ طويلٌ وشاقْ
وظلت تدعو ربَّها للقاءٍ
وزادت بها لوعةُ الإشتياقْ
وحين اعتُقلْتُ بسجنِ القريبِ
وظلمُ القريبِ مرِيرُ المذاق
فظلَّ رضاها بمرِّ السِّنين
يزيدني عزماً يشدُّ الوثاق
وبالفعلِ مرت سنينُ العذاب
وعاد بطيفنا طيرُ البُراق
ممدَّدةً وجدتها في السرير
وحلمها باللقاء قد استفاقْ
ولهفةُ الامِّ أعادت صوتها
بحشرجَةٍ دونها الاختناق
قالت حبيبي: وجلستُ بقربها
حتماً سيربحُ القدرُ السِّباق
قلتُ اعياكِ الفراق اميرتي
والله لو طرق الممات وسادتي
سيظلُّ يحملني الحنين إلى العراق
١٨ ٧ ٢٠٢٤