القيادة القومية

الشَّبَاب و دَوْرهُم الأَصِيل فِي صُنْعِ المُسْتَقبَل سعد الرشيد

المِنَصّة الشَبابيّة
انطلاقا من حقيقة ان الشباب هم صناع الحاضر العربي وجوهر قوته وحيويته وهم قادة مستقبله ، فقد تم تأسيس هذه المنصة الشبابية لتكون باباً جديداً من ابواب النشر لمكتب الثقافة والاعلام القومي لتطل على الشباب العربي من خلال مناقشة شؤونه و طرح قضاياه الراهنة و التعبير عن تطلعاته المستقبلية. وهي مخصصة حصرياً لنشر كتابات الشباب وابداعاتهم في المجالات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية وذلك لتعميق مساهمتهم في الدفاع عن قضايا امتنا العربية وصناعة مستقبلها. كذلك فان المنصة تعنى بمتابعه مايصدر من موضوعات ثقافية واعلاميه وفنية في وسائل الاعلام العربية ودول المهجر والتي لها علاقة بقضايا الشباب في الوطن العربي، وترجمة ونشر ما يخدم منها في مواجهة تحديات الامة وتحقيق نهضتها الحضارية الشاملة .

الشَّبَاب
و دَوْرهُم الأَصِيل فِي صُنْعِ المُسْتَقبَل

سعد الرشيد

على مرّ مراحل التاريخ، يكون للشباب دورهم الطليعي الملموس في صنع الحاضر وبناء المستقبل، بما تمثله هذه الفئة العُمرية من طاقات خلّاقة متجددة تستمد من الماضي مفاتيح حاضرها مع ما ينسجم في صنع المستقبل، ولأنهم عادة يتوسطون جيلين، الجيل الذي سبقهم، والجيل الذي يليهم، فإنّ ما يُميّز الشباب في كل مرحلة تاريخية، أنه يكون متشبع بأفكار الجيل الذي يسبقه، محافظًاً على ثوابتهِم مع بعض المرونة والإنفتاح على

الجيل الذي يليه لخلق حالة موازنة بين جيلين. فالشباب إن صح التعبير هم الجسر الذي يصل بين أساسيات الرعيل الأول وثوابته، وحداثة الجيل الجديد وانفتاحه، فيواكبون هذه الحداثة بميزان الثوابت كي لا يشط الجيل الذي بعدهم بعيدًا عن تلك المبادئ والقيم الوطنية والقومية السامية.

وفق ما سبق، فإننا، وفي كل مراحل الصراع مع القوى الاستعمارية والهيمنة الغاشمة، نرى أن المستَهدَف الرئيسي دائما هم الطلبة والشباب، إذ غالباً ما تعمل الأجندة الخارجية على بث الأفكار الدخيلة والعادات المشوَّهة في عقول هذه الشريحة الواسعة من المجتمع، وغرس ثقافة الجهل والفوضى تحت شعارات الإنفتاح والحرية الشخصية، لفصل الشباب عن ثوابت ماضيهم العريق، ومجده، وعناصر القوة فيه، وكل ما يحمله من القيم الإنسانية الرفيعة السامية. ذلك لأن كلّ حالة استعمارية ترى في الشباب خطرًا يهدد وجودها وينسف أيدولوجياتها ويُنهي سيطرتها، إن كان ذلك الشباب واعيًا ومتمسكًا بجذوره التي هي بعمق التاريخ في وطننا العربي.

وهنا يأتي دورنا الأهم، وهو حماية الشباب من الأفكار الضالّة ومن الإنحراف. ويكون ذلك بغرس ثوابت الماضي الإيجابية فيهم، بانفتاح مرن يتناسب مع حاضرهم ومستقبلهم، وذلك يكون عبر استفادتنا القصوى والمُثلى من التكنولوجيا الحديثة وبما توفره من سهولة الوصول والإنتشار. فالإعلام سيفٌ ذو حدّين، أما أن يبني أو يهدم، وشباب اليوم يختلف عن شباب الرعيل الأول في اهتماماته ولغة الخطاب التي تؤثر فيه، فلكل منهما زمانه. فجيل اليوم تؤثر فيه المواضيع والفكرة المرئية، والصورة والصوت،

بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة بفعل وسائل التواصل الاجتماعي. وهو بذلك يختلف اختلافًاً جذريًا عن جيل الشباب الذي نشط وسطه الرعيل الأول لحزب البعث العربي الاشتراكي ، الشباب المثقف القارئ، حيث كان هناك شغف بالقراءة ، وكانت للصحف والمجلات سطوتها الإعلامية، مع مركزية التوجيه بوجود مبنى مركزي واحد للإذاعة والتلفزيون في كل قطر عربي. لذلك لابد من تفعيل الإعلام المرئي وفق ما ينسجم مع ثوابتنا كي نتمكن من مخاطبة عقول الجيل الجديد وتحصينها من التأثر بالفضاء الإعلامي الملغوم الذي يستهدف الثوابت والقيم الوطنية والقومية الرصينة.
فلا خلاص للأوطان الاّ بانصهار حكمة الكبار وثوابتهم، مع طاقات الشباب وتطلُّعاتهم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى