لفتة من التيار القومي العربي إلى الأجيال الناشئة ، بعين مستقبلية بقلم المناضل الكبير الدكتور عزالدين حسن الدياب
لفتة من التيار القومي العربي
إلى الأجيال الناشئة ، بعين مستقبلية
بقلم المناضل الكبير الدكتور
عزالدين حسن الدياب
آن للتيار القومي العربي،أن يتساءل ، لماذا تبدي العديد من الدراسات والأبحاث ، عن جيل الناشئة وهمومه،وتطلعاته ورغباته،… وترى فيه عزوفه عن قضاياه المصيرية،التي تخص مستقبله ومكانته، في أمته العربية،الباحثة عن مستقبلها أمام ما يهدد مصيرها، وما تلاقيه من تحديات،كلما أوجدت مكانة وموقعا لها،على خارطة هذا العالم،ونظامه العالمي.
بمعنى كلما تمكن هذا القطر إو ذاك ، من الأقطار العربية أن يحرر نفسه،من القوى التي تحاصر أمته، وهي تعيش معركة مستقبلها،باحثة عن دور يليق بها تاريخاً ، وتجربة حضارية، عندما تتبوأ مكانها ومكانتها،لتسهم في بناء عالم ، يعيش على العدل والتنوع،والاختلاف،واحترام الأمم حقها وحق غيرها ، في تقرير مصيرها ووجهتها الحضارية والفكرية ، والعقائدية والروحية
،يوم كانت فاتحاً مهتدية برسالتها الإنسانية الخالدة
يوم” لم يعرف التاريخ فاتحاً أرحم من العرب،على حد قول غوستاف لوبون، يوم كانت عالم الحضارة في العلم والمعرفة ، وجامعات، يقصدها طلاّب العلم من فرنسا وإنكلترا.
كلّما أخذت القوى المعادية لها تاريخيا بالانقضاض عليها،مرة بالسلاح،ومرة أخرى عن طريق أعوانها وعملائها،متحينة الأخطاء والانقسامات،وصراع المحاور.
وفي كل مرة ، من الأندلس حتى هذه اللحظة، مرورا بعبد الناصر فصدام حسين،نرى الغرب بعدوانيته،والولايات المتحدة الأمريكية المنقادة من نشأتها، وحتى بناء إمبراطوريتها القائمة على الفلسفة الصهيونية الإقصائية الاجتثاثية المُغرقة في الإبادة،نرى هذا الحلف،وحتى إقامة الكيان الصهيوني في فلسطين،يعمل على ضرب تجربة أي قطر عربي ، يخطو خطوات على طريق التقدم،وبناء الدولة الوطنية،المالك لسيادته،ويناصر الكيان الصهيوني بكل امكاناته.
نقول :
أليس هذا العزوف، من قبل الناشئة العرب ، جيل الشباب ، ما يشكل تحد لأمّتهم،إذا احتسبنا حاجّة الآمة لهم في معركتها ، غير المتوقفة،مع العدوانية الغربية،والولايات المتحدة الأمريكية،والصهيونية العالمية،وكيف استدلت الدراسات الحقلية على عدم مشاركة الناشئة العرب؟
تشير تلك الدراسات في استطلاعها،للمحاضرات والندوات والمهرجانات،والمسيرات التي تخص الشأن القومي،وقضاياه الفكرية والعقيدية،أنّ مشاركة هذا النشىء ضعيفة ومحدودة في أعداد الحضور، بينما الأفلام ومباريات كرة القدم،والحفلات الغنائية الراقصة،وخاصة الأنترنت ،ومافيها من مواقع انصال،وأفلام جنسية.
إذاً؛ في الحالة التي عليها النشىء ، في وطننا العربي … كما أفادت تلك الاستطلاعات ، من خلال بحوثها الميدانية، ما يوجب ويفرض على التيار القومي العربي،المعني أساساً،والمهموم بمشاكل أمته العربية،وحاجاتهً أالمصيرية، إلى تفجير وتنظيم طاقات هذه الناشئة المعطلة مع الاسف ،وحاجاته إلى إمكاناتها المعرفية،وما ملكت وستملك ، من فعاليات ذهنية وجسدية،لتفعيلها وتعبئتها وحشدها ، وتوظيفها في معارك أمتهم العربية. التي تخوضها،على جبهاتها ، في السيادة والعلم ،والمعرفة،وكل مامن شأنه، أنْ يفيد الأمة في معركة مصيرها،وبلوغ دورها الحضاري.
الالتفافة المطلوبة من التيار القومي العربي،نحوّ الأجيال الناشئة،تتطلب منه البحث عن أنشطة وهوايات ومعارف ، قادرة على استقطابهم،وتفعيل إمكاناتهم،بحيث تكون الغلبة لهذه الهوايات والمعارف والأنشطة،على مايجعلهم في منأى عن المشاركة ، في معارك أمتهم المصيرية.
مرة أخرى :
التفاتة التيار القومي العربي ، نحو الاجيال الشابة،وبعين مستقبلية مستبصرة، إنها مهمة مصيرية لا تقبل التّأجيل.
د- عزالدين حسن الدياب -تونس-28-3-2024.