تأبين الرفيق يوسف رحمه الله
تأبين الرفيق يوسف رحمه الله
.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر
• أيها الرفاق،
• أيها الحضور الكريم مناضلي الأحزاب وأعضاء المنظمات الحقوقية ومناصري الحريّة والعدالة والكرامة والمساواة
• أيها المواطنون،
قال المولى سبحانه وتعالى: كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (صدق الله العظيم)
وقال جلّ من عَلاَ: وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ، (صدق الله العظيم)
وقال عزّ وجلّ : كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، (صدق الله العظيم)
وقال تعالى : وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون، (صدق الله العظيم)
نعم، لقد عظم الله مصيبة الموت، فكيف إذا كان الميت هو رفيقنا الأمين العام لحركة البعث، وأخونا يوسف الشارني رحمه الله
الرفيق يوسف الذي نقف في هذه اللحظة الحزينة لتوديعه، وإنا لذلك لمحزنون، انتمى لحزب البعث منذ أن كان طالبا متميزا في الجامعة التكنولوجية ببغداد العز والشرف أيام حكم البعث فتعلم أن لا يساوم، وتعلم كيف يحيا، ثم يحيا ويقاوم.
ولقد قاوم حتى هذا المرض الخبيث بكل صبر، ولكن إرادة الله لا تقاوَم… فغادرنا إلى جنات الخلد بإن الله.
في تونس، إثر عودته من رحلة الدراسة، وبعد نجاحه في امتحان الإعتقال والتحقيق في زنازين الداخلية، التي سلمته لقدره بعد ذلك، ولمجتمع قاس خرج منه الرفبق طفلا بين المراهقة والشباب… عاد إليه بعد سنين الغربة، فوجده مثقلا بسنوات الاستبداد والتهميش… وكان على يوسف أن يصنع هو من قدره، فبعد بطالة قسرية وخصاصة، توظف في شركة خاصة للخدمات الكهربائية وإلكترونية، كانت تجهز المستشفى العسكري الجديد وقتها، بالمصاعد وببعض التجهيزات الكهربائية الأخرى، فأهلته كفاءته وجديته في العمل، أن يكون هو المشرف عن تلك الأشغال في المستشفى، وبعد الإنتهاء من ذلك، وانتهاء العلاقة التعاقدية بين الشركة وإدعرة المستشفى، وللإستفادة من من كفاءة وجدية هذا المهندس الشاب، كان لا بد للمستشفى من إدماج الرفيق يوسف ثم انتدابه للإشراف على صيانة تلك المكائن والتجهيزات، مهندسا، وسرعان ما أصبح لكفاءته وحسن معشره المهندس الرئيس بالمستشفى، واسما علما في كل المستشفى لدى الضباط والجنود والأطباء وكل العاملين بالمستشفى. ومسؤولا عن الصيانة في كل المؤسسات الإستشفائية التابعة لوزارة الدفاع
لم يمنع ذلك الوضع الجديد الرفيق يوسف، من أن يواصل نشاطه في خلايا وحلقات العمل السري للحزب، فاستقبلها في منزله، وحضر اجتماعاتها في كل مقار الحزب السرية، وانجز ما أنيط بعهدته من مهام…
شارك بعد الثورة بفاعلية منذ 18 جانفي 2011، والمؤتمر التأسيسي والمؤتمر الاول والثاني للحركة… وكان في كل تلك المحطات عنوان المرونة في التعامل بكل ود وحب مع الرفاق، صارما على نفسه أولا ودقيقا ثانيا في التنفيذ وفي التقيد بنظم الحزب وتراتيب عمله وقرارات قيادته ومختلف هياكله، وكذلك لما مثل الحزب في الجبهة أو حين أصبح أمينا عاما للحزب بكل اقتدار وجدارة
حمل هموم الشعب والأمة، ومات عليه رحمة الله وهو يلهج بفلسطين وبمقاومتها متفائلا بالنصر والتحرير والوحدة،
يعرفه سكان المرناقية مثالا للعمل الجاد وللنزاهة ونظافة اليد، عندما تولى النيابة الخصوصية في بلدية المرناقية، ولما ترشح في انتخابات 2018، تمكنت قائمته من هزم أحزاب كثيرة كانت في السلطة وقتها.
لم يساوم الرفيق يوسف عن المبادئ يوما ولم يتنازل عن قناعاته البعثية، صمد وثبت وتحمل البطالة وعندما اشتغل، وحتى عندما استغل في مؤسسة حساسة، بقي حريصا على أداء واجبه النضالي رغم صعوبة الظرف ودقة المرحلة… فلم يجبن يوما ولم ينحني إلا لحزبه ورفاقه، فعمل وراءهم ومعهم جنبا إلى جنب، وأمامهم… في نكران نادر للذات،
تمكن الرفيق يوسف بصدقه وأخلاقه، وبابتسامته ووجهه الملائكي، بنضاله وفهمه العميق لوضع القطر والوطن العربي، من كسب ثقة كل من عرفه، وتمكن بفضل ذلك من الدفاع عن الحزب في المشهد الإعلامي والسياسي، ودافع عن الوحدة وعن الحرية وعن الإشتراكية ورفع عاليا شعارات الحزب وانتصر لرموزه وشهدائه، فخدم العمل الجبهوي ودافع عن قيم الحرية والدمقراطية وحارب الفساد وانحاز لمصالح الفقراء والكادحين.
يوسف، يا أيها العزيز، لقد كنت القائد الشجاع، رمز الإقدام، رمز القيم الثورية ورمز المبادئ التقدمية، تجمع في ذاتك بطريقة نادرة، الثبات على المبدأ والمرونة في التعامل.
خصال سنحملها وسيحملها معنا أبناؤك الذين تركتهم بيننا، أعزاء على كل الأهل والرفاق،
إنا لفراقك لمحزنون ومحزون كل من عرفك فأحبك
ستظّل معنا وإلى جانبنا بفكرك نستنير وبخصالك نهتدي إنك حيّ بيننا رمزا للإيمان والصدق والعطاء
رحمك الله وإلى جنة الخلد رفيقنا العزيز