رمضانٌ غزّاوي من مَدَّدَ صومَكِ يا غزّةْ من مَدَّدَهُ ْستّةَ أشهرْ؟ – عمر شبلي
رمضانٌ غزّاوي
من مَدَّدَ صومَكِ يا غزّةْ
من مَدَّدَهُ ْستّةَ أشهرْ؟
ربُّكِ أم إسرائيلْ؟.
وبمؤتمرٍ مُشْتَرَكٍ قيلَ لنا:
هي أيضاً قابلةٌ للتمديدْ
يا ربَّ الناسِ، جميعِ الناسْ
همْ ينتظرونكَ في “دوّار النابلسي”
مليون ينتظرونك في رفَحٍ
أطفالٌ ينتظرونكَ في غزّةَ يا أللهْ
في كلِّ معابرِ غزّةْ
كي تبعثَ خبزاً في رمضانَ لهمْ
لا طيرَ أبابيلْ،
وحجارةَ سجّيل
لا تبعثْ إفطاراً معَ عزرائيلْ
سبحانَكَ يا أللهْ،
صعبٌ أن ينتظرَ الأطفالُ،
وأنت ترى، خبزاً ورصاصْ،
ولِجوعٍ فيهِ يمضغ ثغر َالطفلِ رصاصةَ قَنّاصْ.
هذا خبزٌ عِبريٌّ فيهِ بَسْمَلَةٌ عربيّةْ.
يا ربَّ البيتْ
لا بيت بغزّةَ لم يصبحْ قبراً،
يا ربِّ تَأَمَّلْ ذاك الطفلَ، وفي يدِهِ صحنٌ فارغْ.
إمْلَأهُ يا ربَّ الناسِ غذاء
ولماذا تتركُهُ جَوعان
لمفاوضةٍ، ومفاوضةٍ، ومفاوضةٍ …
أبعدَ من كلِّ عواصمِنا
أبعدَ من كلِّ بطولاتِ العربِ الخرقاءْ
ونتنياهو يا غزّةْ
بدلاً من ربِّكِ صار يُحَدِّدُ وقتَ الصوم
ووقتَ الإفطار
بطيورٍ تحملُ عزرائيلْ
والأمّة أدّى قادتُها “العظماءُ”
صلاةَ الصُلْحِ وراءَ سماحةِ أبرهةٍ والفيلْ
وسماحةِ “بنْ غفيرْ”
يا قادةْ
مارَسْتمْ كلَّ صفاتِ القادةْ
لكنْ بزيادة واوٍ بعد القاف.
هذا الوطنُ العربيُّ المُمْتَدُّ من الجرحِ لأقصى الجرحِ،
ومن النفطِ لأقصى القَحْط
أسْتَلُّكَ حين يكونُ الجرحُ عميقاً،
وأنادي، لكنْ أيُّ نداءْ،
وأصافحُ لكنْ، أيُّ بَنانْ.
وطني، إنَّ الشهداءَ ضمادٌ لجراحِ الأوطانْ
وطني، سَمَّيْتَ بفخرٍ قاتلَنا ابنَ العم،
وقلتَ له: شالوم
وبِفتوى شرْعيّةْ
لا ينقصُها إلّا الصدقْ،
لا ينقصُها إلّا الإيمانْ
***
يا قادتنا
كنتم في المؤتمر العربيِّ الإسلاميّ
جميعاً قادةْ
لكن بزيادةِ واوٍ بعد القافْ.
وأقْوَدُ منكم من صدَّقكم
يا قادنَتا
ما أسفلَها ألقاباً ليست تشبهُ حاملَها
إلّا بزيادةِ واوٍ بعد القافْ.
ما أوْسَخَهُ ثوباً لا يسترُ عورةَ لابسِهِ
ما أصدق قولَ مظفَّرَ فيكم: يا أبناءَ …..
من مؤتمرٍ ولمؤتمر يا خصيانْ
غزّةُ تستصرخُكمْ
وعروبتُكم تستصرخُكمْ
والعِلْجُ يفضُّ بكارتها
الديكُ يصيحُ إذا طالت في القنِّ إقامتُهُ صبحاً
ناموا ما شئتمْ يا أقنان
فالصبح بغزةَ أعلنَ عن ميلادِ فتىً
أقماطُ ولادتِهِ من دمْ
فأبوهُ شهيدْ
وأخوه شهيد
نذرتْهُ أمُّهُ يومَ ولادتِهِ أن يبلغَ سِنَّ الدم
لكنْ ممنوعٌ أن يتجاوزَ سنَ العشرين
ممنوعٌ إلّا في رَحِمِ الأرض.
والأرضُ لها طبعُ الأنثى
تختارُ عريساً لا يتخلَّ عن فمِها
والعشقُ له صفةُ المغناطيسْ.
أبناؤكِ يا غزّةْ،
لم يبقِ بهذي الأرضِ سوى دمِهمْ
ويزولُ سواهْ
يا غزَّةَ هاشمْ
لا بدَّ الآنَ وليس غداً أن تنتصري، يا غزّة.
عمر شبلي
19/3/2024