رحلة متعبة بالنسيان مع الفكر القومي فلسطين أوجه وعمقه بقلم د- عزالدين حسن الدياب
رحلة متعبة بالنسيان مع الفكر القومي فلسطين أوجه وعمقه
بقلم د- عزالدين حسن الدياب
وهو يحاور نفسه،وكأنه يمتحن ذاكرته،الشيخ طه الخطيب،نعم إنّه الفلسطيني الذي جاء بأسرته هربا من جرائم الصهيونية،كيف أنساه وفلسطين قضية القضايا في الفكر القومي،العربي الوحدوي.
الآن التقيت مع نفسك،وتم اللقاء يوم تذكرت الشيخ طه الذي ختمت على يديه القرأن الكريم،وهو الذي كان يقول لك كلّما التقاك:ماذا قال الله لنبينا محمد،قال له:إقرأ.إقرأيا بني،وكان هذا القول الناصح، بدايتك مع التثقيف الذاتي،ومما كان ينادى ويلقب فلسطيني، التقيت طليعيا بفلسطين،
وفي مطلع الشباب التقيت مع الفكر القومي،والتقت الأمة العربية مع فكرها،وفي فكر البدايات،توجت معرفتك بفلسطين قضية العرب الاولى،وعرفت من أن النضال لفلسطين القضية،يوم كنتم،وكان الشارع العربي يهتف لفلسطين:فلسطين قضيتنا،بالروح بالدم نفديك يافلسطين.
قل أيها العربي للنسيان أن يغادرك،ففلسطين تاج رأسنا نحن العرب،واعرف أنّك إذا نسيت فلسطين نسيت وجودك، أليس الفكر القومي العربي الوحدوي قال لك بيقين العارفين،ومن وضع أصبعه وأحرفه الاولى:إن فلسطين معركة الأمة العربية،لأنها بامتياز معركة وجود .
عد إلى تلك ألأيام وزمنهاوتذكر،كيف كانت أطروحات الفكر القومي العربي محل نقاش يومي من قبل أحرار الإمة العربية،يوم كانت الوحدة العربية،يبدأ الطريق إليها من فلسطين،ومن قدسها،قدس المسجد الأقصى وكنيسة القيامة قل لذاكرتك أن تستيقظ وتصحو على صوت الجهاد في غزة،وقل للأجيال العربية:لم يكن أحد يجرأ من كل العرب أن يقول”إسرائيل”بل كان هذا الكيان ينادى بثقافته،ثقافة القتل والدمار والذبح والعنصرية والتهجير،وكل رزالات الصهيونية العالمية..ينادى، ورب الكعبة ب”الكيان الصهيوني،وهاكم
ثقافته كيف تتجلى في غزة العرب.ألست معي إذا حذفنا من ثقافتنا،ومن فكرنا القومي،ومن لغتنا فلسطين،نحذف بذلك وجودنا..ونحذف آمالنا..ونحذف آلامنا،فجرح فلسطين جرح الأمة العربية كلّها، ومن يقول عكس ذلك يخالف حقائق التاريخً. وأراك ويراك الفكر القومي تستيقظ، كلما طرق مسامعك فكر البدايات،وطرحت جانباًً الكبر،وصحبة النسيان،و أعادك إلى ذكريات الشارع العربي، يوم كانت أغنيته عربية المعنى تأتي إليك بفلسطين حية ريانة،قل للنسيان وتعب العمر الذي تجاوز بهمومه أرزل العمر،وما آلت إليه أنظمة التُّبّع التي تسرح وتمرح،بهوى الصهيونية العالمية،وشعبنا العربي في غزّة بذبح بسكين صهيونية،على مرأى من بقي له في كرسي حكمه،لباسه العربي فقط.
وستبقى رحلة متعبة بالنسيان مع الفكر القومي من أجل ذاكرة قومية يجب أن تبقى حية نذكر بها الأجيال العربية،وحتى تظل فلسطين ذاكرة وجود ونضال ،وتصحيح للتاريخ ومعاني مفاهيمه،لتكون ناطقةً بحقائقه الفلسطينية،شعباً وأرضاً وثقافة.
د- عزالدين حسن الدياب-اليوم السادس من رمضان-تونس.