الاستثمار السليم في قطاع الطلبة والشباب مسؤولية ادارة الدولة-تجمع طلبة الرافدين في المهجر
بسم الله الرحمن الرحيم
الاستثمار السليم في قطاع الطلبة والشباب مسؤولية ادارة الدولة
للطلبة والشباب دور حيوي في تعزيز البُنْية الوطنية وتحقيق التغيير المطلوب في المجتمع، فالشباب هم محرك للابتكار والإبداع والاصلاح في المجتمعات، وعنصر مهم في إيجاد الرؤى الجديدة التي يمكن ان تُحدِث التغيير والبناء. لذا فإن الاستثمار في دعمهم وتطويرهم يُعد أستثماراً في مستقبل الأمة لما يمكن ان يحققه من نتائج إيجابية كبيرة مردودها على عملية البناء في المجتمع ، ويتمثل ذلك الاستثمار في عدة جوانب أهمها:
توفير التعليم والتدريب :
من خلال تهيئة تعليم عالي الجودة ينسجم مع متطلبات العصر الحديث بالاضافة الى برامج تدريبية تهدف الى تطوير المهارات العلمية والفنية من خلال مؤسسات تعليمية رصينة لها كوادرها من ذوي الخبرات العلمية والتطبيقية العالية .
٢- التمكين الإقتصادي :
من خلال توفير فرص العمل والدعم لرواد الاعمال الشبابية و برامج تمويل تساعدهم وتدعمهم مع بدء مشاريعهم الخاصة وتزيد من ثقتهم و قدرتهم في عملية البناء، وتدفعهم وتشجعهم للمساهمة والانخراط في الانشطة المجتمعية والتطوعية التي تعزز شعورهم بالإنتماء والإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن والمجتمع.
٣- استخدام التكنلوجيا:
لابد من تسخير التكنولوجيا في دعم عملية التعليم والتدريب وتوفير منصات الكترونية للتواصل والمشاركة الفعالة بين الطلبة والتي تقود الى الإبداع والتقدم التكنلوجي. لأن الشباب غالباً مايكونون اكثر قدرة على استخدام التكنلوجيا وتفعيلها باتجاه الابتكار. وعليه فان دعمهم ومساندتهم ستؤدي الى ان يسهموا في ايجاد حلول لمشكلات قد تكون معقده في مجالات العمل المختلفة، وسيساهم هذا الدعم في تعزيز الاقتصاد الوطني والتقدم التكنلوجي .
٤- الدعم النفسي والإجتماعي :
توفير الدعم النفسي والاجتماعي للشباب ومساعدتهم على التغلب على التحديات والعقبات التي تواجههم من خلال برامج متخصصة يعدها وينفذها متخصصون في مجالات التربية النفسية والاجتماعية .
٥- التوعية الوطنية :
تعزيز الوعي والثقافة الوطنية الجامِعة لدى الطلبة لزيادة ولائهم للوطن وذلك من خلال اعداد الخطط المناسبة في المناهج الدراسية واقامة الفعاليات والانشطة التي ترتقي بوعيهم بالهوية الوطنية العراقية وتزيد من رغبتهم للمساهمة فيها كالمهرجانات والتظاهرات والمسيرات والحوارات العامة وتعزيز الضغط على الحكومات لتحقيق التغييرات السياسية المطلوبة .
ان هذا النوع من الاستثمار هو في العادة من واجبات الحكومات الوطنية في المجتمعات عامة حيث تكون مسؤولة عن تنفيذه وفق استراتيجيات معدة مسبقاً حتى تكون نتائجه ذات مردود ايجابي.
لكن مع الأسف لم تهتم بهذا النوع من الاستثمار الحكومات المتعاقبة مؤخراً في بلدنا، وان وجدت بعض أوجه الإستثمار نجدها لا تحقق الاهداف الوطنية اعلاه، وانما تكون موظفة لخدمة أهداف وتوجهات آنيّة وقصيرة النظر لبعض الاحزاب المتنفِذة ، وليس لأهداف مجتمعية جامعة و شاملة وبعيدة المدى.
فماذا سينتج عن هذا الاستثمار البعيد عن الأهداف الوطنية ؟
ان الاستثمار الوطني الصحيح يمكن ان يخلق جيلاً واعياً قادراً على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية كالفقر، والتفرقة، والعنف، والفساد المادي والأخلاقي، وضعف الانتماء الوطني الذي يزداد مع الأسف في أوساط الطلبة والشباب الان في بلدنا.
وفي ظل ما يسود من قصور في كل ذلك، ومن انشطة تفرِّق ولا تجمَع ، فإن اوساط الطلبة ستكون حاضنة لكل ما يفتِّت المجتمع ويفرِّقه، وبيئة خصبة لجرِّ العراق الى الوراء نحو الفقر والجهل والتخلف عن ركب الشعوب الاخرى بدلاً من ان تكون دافعاً لتقدمه الى الأمام.
ان الإستثمار الوطني الصحيح هو في البرامج التي تعزز بناء الهوية العراقية الحضارية، والانتماء الوطني للطلبة، والتي تعمل على تهيئتهم لدور وطني ناجح ومستدام للإسهام في بناء مستقبل مشرق للعراق وليس العكس.
تجمع طلبة الرافدين في المهجر
5/8/2024