طليعة لبنان : الرد على العدو الصهيوني بتصعيد المواجهة الشاملة معه والوحدة الوطنية توفر الحماية السياسية لانجازات المقاومة.
طليعة لبنان : الرد على العدو الصهيوني بتصعيد المواجهة الشاملة معه
والوحدة الوطنية توفر الحماية السياسية لانجازات المقاومة.
اكدت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، ان الرد على مايقوم به العدو الصهيوني من قتل وتدمير وتهجير واغتيال للمقاومين من كوادر عسكرية وقيادات سياسية ، هو بتصعيد المواجهة الشاملة ضده ، وابقائة في دوامة الصراع المفتوح على كافة الصعد والمستويات حتى اسقاط الاحتلال لفلسطين وتحرير الارض واستعادة الحقوق الوطنية المغتصبة .
جاء ذلك في بيان للقيادة القطرية للحزب في مايلي نصه :
في اطار الحرب الشاملة التي يشنها العدو الصهيوني على شعب فلسطين ومقاومته وعلى قوى الفعل المقاوم في جبهات اخرى وخاصة جبهة الجنوب اللبناني ، اقدم يوم امس على استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت بغارة جوية وضعها تحت عنوان الرد على القذيفة الصاروخية التي استهدفت ملعباً رياضياً في بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل وبما اسفر عن سقوط اثني عشر شهيداً جلهم من الاطفال فضلاً عن عشرات الجرحى . كما اقدم على تنفيذ عملية اغتيال اخرى استهدفت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران صبيحة يوم الاربعاء الواحد والثلاثين من تموز .
ان هاتين العمليتين العدوانيتين اللتين اقدم عليهما الكيان الصهيوني ، حصلتا في وقت بدأت فيه معالم مأزق العدو تضغط على خناقه بعد فشله في تحقيق اهدافه من الحرب التي اعلن شنها على شعب فلسطين ومقاومته بعد عملية “طوفان الاقصى” . كما حصلتا بعد ايام قليلة على “اعلان بكين” وهو التطور النوعي الاهم في سياقة تطور العلاقات الفصائلية بين قوى المقاومة الفلسطينية الى مستوى متقدم جداً في التأسيس لوحدة وطنية تكون قادرة على حشد الجهود وتفعيلها من اجل التصدي للعدوان ، ودون ان يستطيع لي ذراع المقاومة وتنفيذ “ترانسفير” جديد كالذي حصل عشية النكبة عام ١٩٤٨. وهذا مادفع به الى اعتماد اسلوب الاغتيالات بحق كوادر المقاومة وقياداتها السياسية ،عله بذلك يحقّق مافشل به في ساحة الميدان.
ان هذا العدو ، الذي لم يحترم قوانين الحرب وارتكب وما زال جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في غزة والضفة الغربية والقدس ولبنان ، بلغت حصيلة عدوانه منذ السابع من اكتوبر ماينوف عن اربعين الفاً من الشهداء واضعافهم من الجرحى عدا المفقودين والاسرى والمعتقلين ، وهو اذ يعمد الى تقديم نفسه مدافعاً عن جماهير شعبنا في الجولان المحتل ، ذارفاً دموع التماسيح على شهداء مجدل شمس ، فهذا لايمحي صورته كمحتل بشع وتحميله مسؤولية هذه الجريمة ولايسقط حقيقة ان مايتعرض له ابناء الجولان إنما هو من جراء احتلاله لهذه الارض السورية وفرض الصهينة على معالم الحياة فيها اسوة بما تتعرض له كل حواضر فلسطين.
واذ تحيي القيادة القطرية للحزب الموقف القومي الاصيل لابناء شعبنا في الجولان ،ترى في الموقف الذي عبرت عنه الجماهير برفضها استقبال المسؤولين الصهاينة كما رفضها استغلال دماء شهدائهم من قبل العدو للتحريض على قوى الفعل المقاوم ، انما هو دليل اصالة هذه الجماهير وتمسكها بهويتها الوطنية وانشدادها الى عروبتها التي تقاوم من خلال جذرية هذا الانتماء القومي ، مشروع صهينة الاراضي المحتلة.
ان القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، اذ تكبر بجماهير فلسطين وقواها المقاومة صمودها وتشبثها بارضها ومقاومتها رغم التضحيات الجسيمة التي تقدمها ، تحيي شهداء الفعل المقاوم للاحتلال والعدوان ، وترى ان ما يقوم به الكيان الصهيوني ومنها عمليات الاغتيال ،وهي ليست جديدة على مسيرته العدوانية الحافلة بالاغتيالات ، لايُرَّد عليه بلغة الاستنكار والادانة -لان وجوده بالاساس ، هو وجود عدواني احتلالي – بل بتصعيد المواجهة ضده وجعل الارض تميد تحت اقدامه وحيث وصلت امداءات احتلاله واعماله العدوانية تجاه فلسطين ولبنان وسوريا واي قطر عربي اخر.
ولهذا فإن الرد على العدوان الصهيوني بكل تعبيراته ومنها عمليات الاغتيال للمناضلين قياديين وكوادر ومقاومين ، هو باعطاء الصراع الوجودي مع المشروع الصهيوني بعده الشمولي والعمل على توسيع دائرة الانخراط في سياقاته العملية وخاصة في ساحات الميدان ، والعمل على حشد اوسع تأييد شعبي وسياسي على المستوى القومي والدولي للمقاومة باعتبارها حق مشروع كفلتها المواثيق الدولية لاجل تحرير الارض واستعادة الحقوق المغتصبة وتمكين الشعب من ممارسة حقه في تقرير مصيره.
واذا كانت القضية الفلسطينية قد تحولت الى قضية رأي عام دولي بفعل معطيات طوفان الاقصى وما سبقها ، وبدأت تشكل عنصر ضغط على منظومات حاكمة خاصة في دول “الغرب السياسي” باتجاه تعديل جدي في مواقفها لجهة الاعتراف بالحقوق الوطنية الفلسطينية ، فإن هذا ما كان ليحصل ، لولا مقاومة شعب فلسطين وتضحياته وصموده ، وهذا مايجب التأسيس عليه وحمايته ،والف باء ذلك ، الوحدة الوطنية الفلسطينية على ارضية برنامج كفاحي والذي جاء “اعلان بكين” ليكون خطوة على الطريق الصحيح للرد على محاولات اضعاف موقف المقاومة استناداً الى تشرذم صفوف اطرافها .
فبهذه الوحدة الوطنية يستعيد القرار الوطني الفلسطيني حضوره في محاكاة الوضع الشعبي في داخل فلسطين وخارجها ، وبه تتم محاكاة كل اشكال العلاقات السياسية من عربية واقليمية ودولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية . كما بهذه الوحدة يُحْمى ظهير المقاومة في ظل احتضان قومي عربي شعبي وسياسي ، كما تتوفر الحماية السياسية لانجازاتها وتَسقط محاولات ابراز البدائل والاستثمار بالقضية الفلسطينية لحساب اجندات اقليمية بعكس ماتصبو اليه جماهير فلسطين وقواها الوطنية المقاومة.
القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
بيروت في ٢٠٢٤/٧/٣١ .