أخبار وتقاريرقيادة قطر لبنان

ندوة في بعلبك حول طوفان الاقصى ومآلات القضية الفلسطينية. الرفيق حسن بيان : القضية الفلسطينية اصبحت قضية العصر طوفان الاقصى بحاجة الى حماية سياسية والف بائها الوحدة الوطنية

ندوة في بعلبك حول طوفان الاقصى ومآلات القضية الفلسطينية.

الرفيق حسن بيان : القضية الفلسطينية اصبحت قضية العصر
طوفان الاقصى بحاجة الى حماية سياسية والف بائها الوحدة الوطنية

نظم فرع البقاع ( فرع الشهيد محمد حرب ) في حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ،ندوة حوارية في بعلبك حول “طوفان الاقصى ومآلات القضية الفلسطينية” ،في اطار جملة انشطة دعت اليها قيادة القطر في الذكرى ال ٧٦ لاغتصاب فلسطين .
الندوة التي اقيمت في فندق بلميرا في بعلبك بعد ظهر الاحد التاسع عشر من ايار حضرها ممثلو الاحزاب والقوى الوطنية والفصائل الفلسطينية وشخصيات وطنية واكاديمية ومهنية وهيئات اختيارية وفعاليات شعبية .
افتتحت الندوة الحوارية بالنشيد الوطني اللبناني ، ومن ثم الوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء الامة العربية وفلسطين والبعث.وقد تناول الرفيق الدكتور مصطفى الرفاعي في تقديمه المراحل التي مرت بها القضية الفلسطينية منذ ٧٦ عاماً الى اليوم حيث تدور رحى مواجهة حادة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني على مساحة غزة والضفة الغربية والقدس وكل فلسطين.
بعد ترحيب بالحضور من الرفيق حسن بيان عضو القيادة القومية لحزب البعث ، رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، تناول القضية موضوع الندوة ، تحت اربعة عناوين .
العنوان الاول ،
موقع طوفان الاقصى من مسيرة النضال الوطني الفلسطيني
العنوان الثاني ،
طوفان الاقصى وما احدثته من تحولات في عملية الترميز المعاكس
العنوان الثالث
القضية الفلسطينية ، كقضية كاشفة لكل ذي صلة بواقعها
العنوان الرابع
موقع القضية الفلسطينية في ظل ما ستفرزه طوفان الاقصى من نتائج سياسية.

حول العنوان الاول، اوضح الرفيق حسن بيان ، ان عملية الاقصى وان حصلت في توقيت زمني محدد ، الا انها في سياقها السياسي والنضالي انما هي محطة في مسار نضالي تراكمت معطياته التعبوية والنضالية والسياسية الى عقود خلت ، وهذه العملية النوعية بكل ماتنطوي عليه من مميزات لم تكن الاولى في عمليات المواجهة مع العدو الصهيوني ولن تكون الاخيرة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني ، طالما بقي الاحتلال الصهيوني قائما على جزء من ارض فلسطين او على كلها. واكد ان هذا الانجازالبطولي ، لم يحقق اختراقاً للحواجز الامنية والدفاعات العسكرية وحسب وانما حقق اختراقاً للبنية السياسية والمجتمعية الصهيونية التي بدأت مؤشرات تفاعلاتها بالبروز ، كما حقّق اختراقاً للحجابات الدولية ، ومعها تحولت القضية الفلسطينية الى قضية رأي عام دولي وبدأت تفرض نفسها على مراكز القرار في حكومات الدول التي لم تكن تؤيد الحق الوطني الفلسطيني. وهذا تطور على قدر كبير من الاهمية يجب التركيز عليه والاستثمار الايجابي في تحولاته نظراً لكون الكيان الصهيوني لايستمد قوته مما يمتلكه من قدرات وامكانات عسكرية واقتصادية واعلامية ومسب وانما ايضاً من الدعم الدولي وخاصة من المواقع المقررة في النظام الاستعماري. وانه لايخفى ان “اسرائيل” قبل ان ترى النور ككيان سياسي انما تشكلت في رحم النظام الدولي الاستعماري مذكراً بمقررات مؤتمر كامبل بانرمان ١٩٠٥-١٩٠٧ والتي تعتبر المفتاح لفهم حقيقة العلاقات بين الحركة الصهيونية والنظام الاستعماري. ولذلك فإن اختراق هذا الوسط الدولي يؤدي وظيفة ايجابية في اعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية شعب يناضل من اجل حقه بتقرير المصير.
وحول العنوان الثاني ، اوضح ان عملية طوفان الاقصى وما تولد عنها من ردة فعل صهيونية تمثلت بحرب الابادة الجماعية التي تنفذ بحق غزة بشراً وحجراً وشجراً ، جعلت “اسرائيل”في موقع المرتكب لجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ، وان ماعمدت الى الاستثمار به الحركة الصهيونية من تضخيم اعلامي لما يسمى بالهولوكست وحوله تمت عملية تعبئة رأي عام دولي واسع لدعم مزاعم الحركة الصهيونية ، انقلب ضدها بعدما تبين بالحس والملموس وليس بالاخراج الهوليودي ، انما مايسمى بالهولوكست لايصمد امام هول مايتعرض له المدنيون الفلسطينيون في غزة والضفة والقدس. وبذلك سقطت وتهاوت الصورة التي تقدمها فيها “اسرائيل” بأنها ضحية ، لتحل محلها صورة “اسرائيل” ،التي تضهد شعب باكمله وترتكب حرب ابادة بحقه بعدم احترامها لقوانين الحرب وانتهاكها لاحكام القانون الدولي الانساني ، وهذا ما ادى الى تحريك الرأي العام العالمي ضدها. كما انه من دلائل الترميز المعاكس ، ان الحركةالصهيونية التي استطاعت ان توظف تعاطفاً دولياً في الترويج لمشروعها بوجود وطن يعود اليه اليهود من عالم الشتات ، وهي الذي تريده ان يقوم على انقاض وجود شعب فلسطين بارضه ، فقدت هذا التعاطف بعدما تبين انها تعمل على قلب المعادلة عبر دفع الفلسطينين الى عالم الشتات وعبر تنفيذ ترانسفير جديد وهو الذي اسقط بفعل تمسك شعب فلسطين بارضه ودفاعه حتى الاستماتة عنها.
وحول العنوان الثالث ، اعتبر ان القضية الفلسطينية وكما قبل طوفان الاقصى وفي سياقها وبعدها هي كاشفة لكل الاوضاع ذات الصلة بها.
هي كاشفة اولاً ، لمخاطر الانقسام الفلسطيني على واقع المقاومة بكل اشكالها. وهي كاشفة ثانياً ، لتخاذل النظام الرسمي العربي وتواطئه لا بل تآمره ، كما هي كاشفة ثالثاً ، لعدم قدرة حركة التحرر العربية الى المستوى الذي يجعلها تشكل حاضنة للقضية الفلسطينية وهذا مايجب التدقيق به ودراسة اسبابه ، وهي كاشفة رابعاً ، للطبيعة العنصرية للكيان الصهيوني ، وهو الذي تم تصنيف نظامه بنظام الابارتهايد من قبل منظمات حقوق الانسان ومنظمة العفو الدولية. كما كشفت ان الكيان الصهيوني وان وضع عنوانا لحربه على غزة بانها تهدف القضاء على حماس وتخليص اسراه وهذا هو الظاهر ، الا أن الحقيقة المضمرة ،بينّت انه يريد تدمير غزة وتهجير اهلها كخطوة اولى وبعدها الضفة الغربية وغزة تنفيذاً لمخطط اقامة الدولة التوراتية التلمودية. وعندما يصف الصراع القائم بإنه صراع وجودي فهو يقر ولو متأخراً بطبيعة هذا الصراع الذي يحكمه التناقض الوجودي الذي يمثلة المشروع القومي بكل ابعاده ومضامينه .
وحول العنوان الرابع ، اكد ان معطى ماقبل طوفان الاقصى ليس كما بعده. فهذه العملية التي اعادت القضية الفلسطينية الى مدارها الانساني ومعها باتت قضية العصر ، لابد من ان تفرز نتائج سياسية تكون في مصلحة شعب فلسطين . لقد تحولت القضية الفلسطينية الى قضية رأي عام دولي ، وهذا ماسيؤثر ايجاباً على موقع القضية في مسار السياسات الدولية ، وان الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية هي مؤشرات على الاعتراف بهوية شعب فلسطين الذي له الحق بدولة وطنية .
بعد مداخلة الرفيق حسن بيان ، حول العناوين المشار اليها ، جرى حوار مع الحضور اكد من خلال ردوده على المداخلات ، ان الوحدة الوطنية الفلسطينية ، هي التي تفّعل من حركة المقاومة بكل اشكالها وتسقط المراهنة على الانقسام في الساحة الفلسطينية ، كما انها تحول دون الاحتواء للقرار الوطني الفلسطيني ودون الاستثمار بالقضية الفلسطينية وقبل كل شيء تجيب على سؤال مالعمل في اليوم التالي لوقف الحرب وخاصة لجهة ادارة شؤون شعب فلسطين .
كما اوضح ان الوحدة الوطنية يجب ان تتم تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية وتطوير مؤسساتها والعودة الى ميثاقها الاساسي، وهي تختلف عن السلطة التي هي عبارة عن ادارة مدنية في ظل الاحتلال فيما منظمة التحرير هو الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني في نضاله من اجل حماية هويته الوطنية واسترداد حقوقه المغتصبة ، وان طبيعة الصراع والمرحلة التي تمر بها المقاومة تملي ان يتقدم الصراع مع العدو الصهيوني على اية صراعات او اختلافات اخرى. فالصراع مع العدو ليس صراعاً على السلطة وانما صراع على الحق بالحياة والوجود ، وان فلسطين هي اكبر من كل الفصائل وان قضيتها تستوعب كل الطيف السياسي الفلسطيني اياً كانت الانتماءات السياسية والفصائلية. واوضح اننا نرفض دولة فلسطينية تنتج عن تسوية واعتراف بدولة “اسرائيل”، ولكن من حق المقاومة كحركة تحرر وطني ان تقيم سلطتها ودولتها على الارض التي تحررها ،وهذا قانون عام يحكم سلوك حركات التحرر في العام عندما تنخرط في مقاومة الاحتلال والاستعمار وحركة المقاومة الفلسطينية ليست استثناء.واعتبر ان الصراع هو صراع اردات قبل ان يكون منازلة بالنار ، وان الخطة الاميركية بانشاء مرسى مائي لايصال المساعدات ، هي كمن يدس السم بالعسل ، لان الهدف الاميركي الحقيقي ،هو ليس ايصال المساعدة لاهل غزة وكان يمكن ايصالها باعلان موقف حازم من الحصار المفروض ،بل الهدف ببدء بناء بنى تحتية لاستثمار حقول النفط والغاز الواعدة في حوض غزة البحري.
وختم بتوجيه التحية للمقاومة وشهدائها ولجماهير غزة الصامدة الصابرة ، والتي شكلت حاضنة للمقاومين وحالت دون العدو من تحقيق اهدافه رغم ماتقدمه من تضحيات في الارواح والممتلكات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى