أخبار وتقارير

مذكرة من طرابلس وشمال لبنان إلى الصليب الأحمر الدولي تطالب بوقف النار والعدوان الصهيوني على غزة

مذكرة من طرابلس وشمال لبنان إلى الصليب الأحمر الدولي تطالب بوقف النار والعدوان الصهيوني على غزة ——-
في وفدٍ مشترك ضم ممثلين عن قيادات حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي واللجان والروابط الشعبية في طرابلس وشمال لبنان ،
تم قبل ظهر يوم الاثنين في ٢٠/٤/٢٠٢٤ ، تسليم ممثل الصليب الأحمر الدولي السيد جهاد الحاج علي في مقره بطرابلس مذكرة اهلية تطالب بانخراط المؤسسات الدولية العمل على وقف إطلاق النار في غزة ووقف المذابح التي تستهدف أبناءها ،
وجاء في المذكرة :
السيد رئيس الصليب الأحمر الدولي ،
بعد التحية
منذ اكثر من سبعة اشهر وغزة بكل مدنها وحواضرها تتعرض الى حرب ابادة جماعية تنفذها
“اسرائيل” التي اوقعت حتى تاريخه ماينوف عن خمسة وثلاثين الفاً من الضحايا المدنيين وما
يزيد عن مئة الف من الجرحى عدا المفقودين والذين مايزالون تحت الانقاض وجلّهم من الاطفال
والنساء والشيوخ وذوي الاعاقات الخاصة.
ان “اسرائيل” ، التي تتمادى في حربها على غزة ، وتعتمد سياسة الارض المحروقة حولت غزة
الى مايشبه المقبرة الجماعية ، في نفس الوقت الذي تواصل فيه عمليات الاغتيال والاعتقال في
الضفة الغربية والقدس ،بحيث بلغ عدد الذين تمت تصفيتهم المئات ، فضلاً عن الالاف من
المعتقلين المحرومين من ابسط الحقوق التي كفلتها المواثيق الدولية وخاصة الاعلان العالمي
لحقوق الانسان.
ان “اسرائيل” ، التي تواصل حربها التدميرية ضد شعب فلسطين في قطاع غزة والضفة
الغربية والقدس ، لم توفر المؤسسات ذات الصلة بالخدمات الانسانية ومنها تلك التي تديرها
وتشرف عليها هيئات متخصصة تابعة للامم المتحدة من مستشفيات ومراكز صحية واماكن
ايواء ومدارس ودور عبادة ،كما انها لم توفر الافراد والكيانات التي اسبغت عليها المواثيق
الدولية الحماية اثناء الحروب ، وهذا كله حصل لعدم احترامها قوانين الحرب ولاحكام القانون
الدولي الانساني . وهذا بقدر مايضع “اسرائيل” امام المساءلة السياسية والجنائية عما ترتكبه
من جرائم حرب ، فإنه يضع العالم امام مسؤولياته وخاصة هيئة الامم المتحدة من اجل وقف
حرب الابادة التي تشنها “اسرائيل” بما هي سلطة قائمة بالاحتلال ضد شعب تعرض
ويتعرض لعمليات اقتلاع وتهجير جماعي ومحاولات محمومة لاسقاط هويته الوطنية وبما
يتناقض مع ابسط الحقوق الاساسية للشعوب التي تناضل من اجل استقلالها وحقها في تقرير
المصير.
اننا نتوجه اليكم وفي مناسبة الذكرى السادسة والسبعين للنكبة الاولى التي تعرض لها شعب
فلسطين بنداء عاجل ، بإنه ان لم يتم التحرك السريع لوقف حرب الابادة والتجويع التي يتعرض
لها شعب باكمله ، فإن شعب فلسطين سيكون عرضة لنكبة جديدة اشد قسوة وعنفاً من تلك التي
حصلت يوم اغتصبت ارضه ودفع به الى عالم الشتات.
لهذا فاننا نناشدكم ومن خلال موقعكم الدولي بتمكين
الشعوب من تقرير مصيرها والعيش بحرية وسلام ، العمل لاجل وقف الحرب وفك الحصار
وتنفيذ قرارات الامم المتحدة ذات الصلة بالحقوق الوطنية لشعب فلسطين وخاصة حق العودة
وتمكينه من اجل اقامته دولته المستقلة وعاصمتها القدس. فشعب فلسطين له حق على العالم
بمساعدته على وقف حرب الابادة التي يتعرض لها ، كما له الحق بالمساعدة على رفع الظلم
التاريخي الذي لحق به ووضع حد لسياسة الفصل العنصري التي تُمارس عليه وان حقه
بالاستقلال وتقرير المصير هو حق ثابت لايسقط بالتقادم وقد كفلته المواثيق الدولية وخاصة
ميثاق الامم المتحدة وكل المؤسسات ذات الصلة بحقوق الانسان.
اننا ونحن نتقدم منكم بهذه المذكرة ، كلنا امل ان تجد صداها لدى سعادتكم ، وانتم الذين عبرتم
في اكثر من مناسبة عن شجبكم واستنكاركم لما يتعرض له المدنيون الفلسطينيون من انتهاكات
لحقوقهم الوطنية والمدنية والسياسية ، وما يتهدد حياتهم من خطر من جراء الحرب التي
يعيشون تحت وطأتها منذ مايزيد عن سبعة اشهر ،والتي ان لم تتوقف باسرع وقت
ممكن ،وتتاح لشعب فلسطين فرصة نيل حقوقه الوطنية ، فإن العالم سيكون امام كارثة انسانية
لم يشهد التاريخ مثيلاً لها. والكل سيكون مسؤو لاً ليس فقط من ارتكب جريمة الابادة الجماعية
وحسب وانما ايضاً من وقف عاجزاً عن ايقافها ومن عطّل صدور قرارات دولية ضد استمرارها
ومن يعتمد ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا حقوق الانسان خاصة تلك المتعلقة بالحق
الوطني.
وتفضلوا بقبول فائق تقديرنا واحترامنا.
-المشاركون امام مركز الصليب الأحمر الدولي / مركز طرابلس ، دعماً لغزة وفلسطين .
-طرابلس في/٢٠/ ٥ / ٢٠٢٤ .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى