Javascript DHTML Drop Down Menu Powered by dhtml-menu-builder.com


القيادة القومية : سيبقى الثامن من آب ٨٨ /يوماً مجيداً من ايام العرب الخالدة


07-08-2023

اكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، ان يوم الثامن من آب ١٩٨٨ ، سيبقى يوماً مجيداً من ايام العرب ،الخالدة ومحطة هامة يتم التوقف عندها لتزويد مسيرة النضال العربي بشحنات دعم معنوى واعتباري في مواجهة اعداء الامة العربية على مختلف مشاربهم ومواقعهم. جاء ذلك في بيان للقيادة القومية للحزب في مايلي نصه :

تحل هذه الايام الذكرى الخامسة والثلاثون ليوم النصر العظيم ، يوم الثامن من آب سنة ١٩٨٨، اليوم الذي أرخ لاعلان الانتصار على العدوان الفارسي الذي شنه نظام الملالي بهدف النيل من العراق وثورته وانجازاته ، ومن الامة العربية وهويتها القومية ، في محاولة ثأر تاريخي من هزيمةً منيت بها فارس في القادسية الاولى في زمن الخلافة الراشدية الثانية. فكان للعرب انتصارهم في القادسية الثانية بقيادة القائد صدام حسين تجديداً لانتصارهم في القادسية الاولى بقيادة الصحابي ، سعد بن ابي وقاص .
وبذلك دخل يوم النصر العظيم كيوم مجيدٍ من ايام العرب الخالدة التي ُسطرت فيها ملاحم بطولية ورسمت بالاستناد اليها معالم عصر عربي انطوى على معطيات حضارية شعت على العالم بما تحقق في ميدان العلوم والمعرفة والفلسفة والاداب وادارة الاجتماع السياسي .
لقد استطاع العراق وبعد ثماني سنوات من الحرب التي فرضت عليه ان يخرج منها اكثر قوة واقتداراً بعدما الحق الهزيمة العسكرية والسياسية بنظام الملالي الذي رفض كل مبادرات انهاء الحرب ،الى ان َقبِلٍ بذلك مرغماً وتجرع الخميني كأس سم الهزيمة انقاظاً لنظامه من السقوط اذا ما استمر بالحرب على وقع ضربات العراق على طول الجبهة وفي العمق الايراني.
ان انتصار العراق على العدوان الايراني ، لم تكن نتائجه مدوية على النظام الايراني وحسب ، بل كانت كذلك على كل الذين يناصبون العراق والامة العربية العداء وخاصة التحالف الصهيو- الاميركي ، كما كل الذين لايريدون للعراق ان يتحول الى رافعة للمشروع القومي في قيادة النضال العربي من اجل تمكين الامة من امتلاك ناصية قرارها المستقل في مجالات تطوير علائقها السياسية والاقتصادية التكاملية التي ترسي اسساً صلباً للبناء الوحدوي ،كما في مجالات البناء الوطني الداخلي والتنمية المستدامة والتحولات الاجتماعية الشاملة لرفع مستوى شأن الانسان العربي في حياة حرة كريمة.
ولذلك لم تكد تلك الحرب تضع اوزارها ، حتى بدأ التجييش المعادي على نتائجها لاجهاضها ، وعدم تمكين العراق من الخروج خارج حدوده على مستوى الموقف وحشد الامكانات القومية انتصاراً لقضايا الامة العربية وخاصة قضية فلسطين . وعليه فإن ماتعرض له العراق وفور وضع الحرب لا وزارها ، من حصار اقتصادي من الاقربين والا بعدين ، كان الهدف منه ابقاء يده مغلولة وتوظيف الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تولدت عن الحرب في انتزاع مواقف سياسية لاتصب في مصلحة العراق ولا الامة العربية. وضمن سياق الضغوط التي بدأت تمارس على العراق بعد انتهاء الحرب ،تشكلت عناصر الازمة مع الكويت وما ترتب عليها من نتائج ، ومن ثم العدوان الثلاثيني والحصار الظالم وانتهاء بالغزو الذي ادى الى احتلال اميركا وحلفائها للعراق وتمكين النظام الايراني من التغول في مفاصل الحياة العراقية بتسهيل ودعم اميركيين وهو الذي بات يتحكم بادارة عملية سياسية افرزها الاحتلال الاميركي ، وعبرها تحول العراق الى دولة مسلوبة الارادة الوطنية ، وتنهب ثرواته لتوظف في خدمة المشروع الايراني على مستوى الاقليم وفي حل الاختناقات الاقتصادية التي يعيشها نظام طهران بسبب سياساته العدوانية وتمدده وتغوله في العمق القومي وامعانه في رعاية التغيير الديموغرافي في العراق واقطار عربية اخرى ،واغراق العراق بكل اشكال الموبقات السياسية والاجتماعية التي تديرها شبكات منظمة تمسك بمفاصل السلطة وتجعل من الفساد سمة من سمات الحكم الذي لم تكتف قواه الميليشياوية الطائفية بفسادها ونهبها للمال العام وافقار الشعب وحرمانه من الخدمات الاساسية وحسب ، بل تمادت في تمكين اعداء العراق والطامعين به بثرواته وارضه من استباحة ارض العراق كما جعلها سلعة للبيع والشراء ، كما حصل مع حقل الفكة النفطي وكما يحصل اليوم مع ام قصر وقبله مع الفاو وخور عبدالله .
ان هذا الاطباق المعادي الذي يتعرض له العراق ، من اعدائه القوميين ، وخاصة النظام الفارسي الذي تمسك بجلابيبه مؤسسة الملالي ، ومن هم محسوبون بالنسب القومي على الامة وقوى التخريب الداخلي التي تمتهن ممارسة الفاسد والنهب والارتهان للخارج الدولي والاقليمي ، هو للحؤول دون استنهاض العراق وعودته الى سابق عهده كدولة مهيوبة الجانب وصاحبة قرار في تحديد خياراتها السياسية على مستوى البناء الوطني والتحولات الاجتماعية والاقتصادية وعلى مستوى العلاقات مع الخارج.
ان من يدرك جيداً حقيقة ماينطوي عليه العراق من امكانيات استنهاض رغم مايتعرض له من اطباق معادي وذي ابعاد تخريبية على مستوى البناء المجتمعي ، لاينتابه ادنى شك ، بان العراق الذي واجه ظروفاً صعبة كتلك التي يمر بها الان ، انما يمتلك من الامكانات الذاتية ما يمكنه من تجاوز هذه الصعوبات التي تعترض مسيرة استعادة وضعه الطبيعي، ومن ثم التأسيس لمرحلة جديدة من حياته السياسية بالاستناد الى ما يختزنه من تراث نضالي وتراكم خبرة لدى جماهيره في تعاملها مع الازمات الحادة ، سياسية كانت او وطنية.
فالعراق الذي اسقط شعبه حلف بغداد ، وصنع ثورة ١٤ رمضان ١٩٦٣ التي اعادت لثورة ١٤ تموز ٥٨ وهجها القومي ، وفجر ثورة ١٧-٣٠ تموز ١٩٦٨ وهي التي استفزت اعداءه من خلال انجازاتها ،ان هذا العراق لايمكن ان يسكت على ضيم ولا يمكن ان يستكين في مواجهة من يسعى لتدميره وتخريبه وتطييف حياته المجتمعية وتشويه تاريخه الوطنية وهويته القومية.
فالعراق الذي يريدون جعله عرضة للنهب الامبريالي والصهيوني ، وتحويله جرماً يدور في الفلك الايراني ، هو العراق الذي جرع الخميني كأس السم ، وهو الذي جرع المحتل الاميركي مر الهزيمة بفعل مقاومته البطلة ، وهو الذي يجعل الارض تميد تحت اقدام المحتل الايراني وعملائه من خلال الانتفاضة الشعبية الشاملة التي انطلقت على مساحة العراق ضد الفساد والمحسوبية والمحاصصة المذهبية وانعدام الخدمات وهي تضعها الان في سياق مشروع متكامل لمقاومة التغول الايراني في مفاصل الحياة العراقية تحت شعار " ايران برا برا بغداد تبقى حرة ".


ان العراق الذي شكل ركيزة للنضال العربي ووفر الحضن القومي الدافئ للقضية الفلسطينية ، وحقق الانجازات العظيمة في وقت قياسي ، ماكان ليستطيع ذلك في ظل قيادة مخلصة لشعبها وملتصقة بقضاياه التصاقا عضوياً وحسب ، بل لان العراق بما يمثل من ثقل وطني وقومي وما يختزنه في ذاته من امكانات للاستهاض لقادر على الانبعاث المتجدد ، ولو لم يكن يمتلك هذه الامكانات والقدرات والارث التاريخي لما كان استطاع تجاوز كثيراً من المعطلات لدوره ، ولما كان بنى قاعدة وطنية وحقق الانجازات العظيمة التي لم يكن يوم الثامن من آب ١٩٨٨ الا واحداً من تجلياتها.

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ، اذ تتوقف عند الدلالات التاريخية ليوم النصر العظيم قبل خمسة وثلاثين سنة ، تعتبر ان احياء هذا اليوم بكل المعاني والابعاد القومية التي انطوى عليها ،وهو يؤرخ ليوم مجيد من ايام العرب الخالدة ، هو احياء لقيم البطولة التي جسدها جيش العراق العظيم بكل صنوفه وتشكيلاته العسكرية ، وهو احياء لقيم التضحية والفداء التي جسدها شعب العراق وهو يبذل الغالي من النفس والمال دفاعاً عن حياض الوطن وحماية للبوابة الشرقية للوطن العربي من الاختراقات المعادية. وان يبقى العراق رغم الظروف التي يمر بها عرضة لهذا الكم من التآمر ، فلان المتامرين المتعددي المشارب والمواقع تستوطنهم ظاهرة الخوف من استعادة العراق لوضعه الطبيعي بلداً موحداً متحرراً من اشكال الاحتلال والتبعية والارتهان ، و مستحضراً تاريخه التليد الغني بالمحطات النضالية المضيئة والتي لم تكن ذكرى اعلان هزيمة المشروع الفارسي الا واحدة منها.

تحية لشعب العراق العظيم الذي صنع الملاحم البطولية وقادسية صدام احدى عناوينها وتحية للقيادة التاريخية التي قادت العراق الى تحقيق النصر العظيم وعلى رأسها شهيد الحج الاكبر القائد صدام حسين .
تحية لجيش العراق الذي اختبرته الامة في كل معاركها القومية ،
تحية الى شهدائه الذين رووا ارض العراق والعروبة بدمائهم الذكية ، والتحية لابطاله الذين قضوا شهداء في اسر الاحتلال والحرية للذين ما يزالون قيد الاعتقال في سجون السلطة العملية ،
والخزي والعار لكل الخونة والمتامرين والمطبعين والطامعين بارض العروبة ونهب ثرواتها.

عاش العراق العظيم ،وعاش يوم النصر الخالد وعاشت ثورة شبابه التي تنبعث وتتجدد من خلالها ثورة تموز المجيدة ، وما النصر الا حليف الشعوب المكافحة من اجل حقها في تقرير المصير والعيش بحرية وكرامة .



القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في ٢٠٢٣/٨/٨


New Page 1