Javascript DHTML Drop Down Menu Powered by dhtml-menu-builder.com


كلمة الدكتور فيصل عرنكي في ذكرى استشهاد القائد صدام حسين


29-12-2022
بسم الله الرحمن الرحيم
" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً ، بل أحياء عند ربهم يرزقون"
صدق الله العظيم
ستة عشر عاماً مالحاتٍ كاوياتٍ على رحيلكَ أيُّها الفارسُ العربيُّ الذي صعد لأنشوطةِ الإعدام بكاملِ حمولتهِ العروبية. وبكامل ثقته بالله وبالأمّة وفلسطين، التي كانت آخر ما ردَّده بكلِّ رجولةٍ وفروسية.
بكتهُ الأمّة من مائها الهادر إلى مائها الثائر، وما زالت..وهي تحتفظ بفضائلهِ الوسيعة والباقية التي جسّدها قولاً وفعلاً..مؤسِّساً لمدرسة الفداء والعطاء والمجد والتضحية والإباء بما هو جديرٌ ببطلٍ عربيٍّ رفضَ الخنوعَ والنكوص، وظلّ كما هو رمحاً عربياً خالصاً وضَّاءً من غير سوء.وبقي أميناً مؤتمناً للسيرة والمسيرة.
لقد أراد الغزاةُ الجدُدْ بإعدامه أن يكسروا شوكة العراقِ العظيم، ولكن هيهاتَ هيهاتْ. فقد شكَّل ثباتُه في أشدِّ اللحظات عَصْفاً ومرارةً مرجلَ عزيمةٍ وهّاج للشعب العراقي الثابت المرابط ولأحرار الأمة والعالم، وهو الطريق ذاته الذي سار عليه رفاقه الذين ظلوا ثابتين على عهد العراق والأمّة وثابتها فلسطين، معتصمين بالحق والعناد المقدّس طريقاً للحقيقة التي حاولوا طمسها ولكنها ظلّت كاشفة لبهتانهم وظلمهم وسوادهم..
أما ونحن في ظلال الأعياد المجيدة، وفي حضرة الفدائي الفلسطيني الأول السيد المسيح، فإننا باستشهاد القائد صدام حسين نستذكر أمثلة التضحية والفداء فكما داس السيد المسيح الموت، فعلها القائد العربي صدام حسين الذي هو كذلك داس الموت بالموت، والفرسان الحقيقيون لا يموتون، بل هم أحياء عند ربهم يرزقون..فموتهم مجازيّ، لأنهم باقون في عقل ووجدان الأمّة مشاعل نور ونار وقمح وبيارق بطولة ونضال. وها هو شعب العراق العظيم يستذكر أبطاله وعلى رأسهم الشهيد صدام حسين بما قدموه من تضحيات لا ينكرها أحد.
لقد أثبت الشهيد القائد صدام حسين ورفاقه أن العربي خُلِقَ للمواجهة والمنازلة، ولم يخلق للعويل والندب فلم تهتزّ لواحدٍ من أركانِ القيادة قَصَبَةْ، وواجهوا اللحظة بكل جرأةٍ وتحدٍّ، برؤوس مرفوعة وقلوبٍ يملؤها الإيمان بحتمية النصر.
إن غزو العراق شكّل بداية لانفراط عِقْدِ الأمّة وتهاوي الممالك العربية واحدةً تلو الأخرى، ليمتد التطبيع إلى عمق العالم العربي، وتجتاحه أهوال الالتباس والتفكيك. كلُّ ذلك من أجل الاستفراد بفلسطين واستلابها والوقائع اليوم تؤكد نوايا الغزاة من كلِّ ما يحدثُ على امتدادِ خارطةِ الوطنِ العربيّ.
فلسطين التي ظلّ العراق قيادةً وشعباً وفيَّاً لها من قبلُ ومن بعد وما دماء شهداء العراق في جنين وعلى تراب فلسطين إلاّ شواهد صارخة أنّ فلسطين كما العراق وكما كلُّ عاصمةٍ عربيّةٍ ثابت من ثوابت الأمّة لا تتغيّرُ ولا تتبدَّلُ مهما دهمت أدوات الغزو والقتل اليومي.
إنّ تحالف العدوان الذي جنّدَت له أمريكا وأخواتُها كلَّ سياقات الدمار والموت والاستباحة، عمّمّ على أرض العراق المحو والإلغاء في جرائم يندى لها جبين الإنسانية وأبو غريب شاهد واضح لإجرامهم وعارهم، وها هم يعترفون كلٌّ بطريقته بخطيئتهم النكراء ومجازرهم التي طالت العراق مكاناً وإنساناً، ونهباً لآثار العراق وثرواته القومية، وما اغتيالهم لعلماء العراق وكوادره العلمية إلاّ دليلاً واضحاً على إجرامهم المبرمج لأنهم بلا ذاكرة، وبلا حضارة، وتجرحهم حضارة العراق العظيم التي أعطت الدروس للعالم أجمع، علماً وثقافةً وتطوُّراً.
سقط جسد القائد العربيّ ولكنّ روحَهُ ارتقت إلى سماء خالقها نقيَّة عليّة، حرّة كسرت رعبهم وموتهم وظلّت وشماً كونياً يذكِّر العالم أنَّ قائداً عربياً ظلّ على العهد والوعد كأسلافه أبطال العرب الميامين، وقد سبقه القائد عمر المختار والشيخ فرحان السعدي وأبطال الثلاثاء الحمراء، إلى حبل المشنقة وهم يردِّدون قسمَ فلسطين والأمّة دون تردّد أو ارتجاف فالحقّ باقٍ والباطل إلى زوال والغزاة وأدواتهم باطلُ الأباطيل.
إن شعب العراق العظيم سيعيد إنتاج ثقافته وبطولته العميقة ليعود أكثر بهاء ومضاء وحضوراً بما يعيد للأمة وحدتها وحضورها. يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون.

لك الرحمة يا أبا عديّ ولرفاقك الغُرّ الميامين
سلامٌ من الله ورحمة واسعة على أرواحكم الطاهرة
سلامٌ لكم وعليكم مطلع الشمس ومغربها
حتى يعود العراق العظيم إلى مجده وأمنه وأمانه
وتعود فلسطين جوهر الأمة الأنقى..
سلامٌ قولاً من ربٍّ رحيم..
المجد للشهداء..شهداء العراق وفلسطين والأمّة
والنصر للعراق شهداء وجرحى ومعتقلين ومبعدين
وعاشت فلسطين حرّة عربية

New Page 1