جعفر ابراهيم
——————
إنّا أنْزَلْناه في ليالي القُدْسِ
وما أدراك ..
أنت في نغم الوقتِ الأوّلِ من بسمةِ الفجر..
تَنَزّلُ الأغاني ولا تُسبى..
صرخةُ التّرابِ إشهارٌ خيْرٌ من...
والصّلاةُ على شفا طَلْقَةٍ من رؤيا...
ألصّرخةُ سلاحٌ والحجرُ وأدوات الذّكْرِ ..
سلاح...
حمائلُ القلم لا تَكتبُ..
فلا تحبس مِدادُكَ في القلبِ
اكتُبْكَ من باب العمود إلى أبوابِ فلسطين
نوافذ السّماء صُمْتْ على قصفِ الرّيح لِلمدْرَكِ من فعلِكَ...
وهذا الشّرَرْ المبحوحُ يفورُ من حَنجرة المآذن..
كادت الأجراس على سَفَرٍ ولم تَفْطِر..
لا وَقتَ..
إنّ المُدُن تعشق سجودَ الجباه الرّاعفةِ..
لا وقتَ لكي تُؤجّلَ مَسْعى الفِصْحِ
والأرضُ على بَيّنَةٍ من هذا الألم الهائل...
ألقُدْسُ أثْقَلُ من حَمْلِ القيامة..
ولم يبقى على الصّليب إلّا أثَرُ الطّعنةِ وطَعْمُ الخَلّ في عروق الخشب...!
هذا مخاضٌ أوّلُ وما هَمّ إن كان الطّلق طويل..
حُسْنُ الجَنينِ من تَخَلّق الحنان في الأرحام وحِنْكَةِ الألم...... ...!
وإنّكِ لعلى فالِقٍ عَصَمَ السّماء من التّكوير
واخضَلّتْ مآقي الحمامِ بالأحمرِ القاني..
وأنتِ مدينةُ سلام الحقّ..
أليس الحَقّ فِعْل من أرسى قواعدَ الدّنيا بحجرٍ أو بِجَرّةِ روحٍ أو... ... ...!
يالقدْسُ- عينُ الوجود..
لم يشِبْ شعرُ مريمَ وظلّتْ تُرَوّي الأصَصَ على أدراج السّماء بعبرةٍ وذَوْبِ كَحَلٍ...
هذي العروس لإبنها..
ألمُلْكُ للإنسانِ ومرامي البشرِ بتراء...
قَلّميني أَمّيّزُ عن باقي الخلق وأشْهِرُ بأبجَدِيّةِ النّعمانِ عَلّني أحيا في كَنَفِ عليائكِ الأسير ..
إلى إذْ تُبعَثي...
هذا نزولُ التّنْزيلِ الحكيمِ..
كُتِبْتِ أمّي..
ومريمَ ولّادةُ الفرحِ ..
رَحِمُ الرّحْمةِ في مرامي الرّحْمان...!
وأنا استويتُ على فرسِ الألمِ أرْمَحُ إلى ما شِئتِ..
وإنَّ مَن قرأ كان..
كان ما شاء... ... ...!